موسم “سيدي بوعراقية” في طنجة .. لازال للذكرى مكان

عبد العالي الشرفاوي
2015-01-19T12:07:15+00:00
ثقافة وفن
عبد العالي الشرفاوي18 يناير 2015آخر تحديث : منذ 9 سنوات
موسم “سيدي بوعراقية” في طنجة .. لازال للذكرى مكان

في كل سنة، وتحديدا في اليوم السابع بعد عيد المولد النبوي الشريف، تخرج مدينة طنجة (أقصى شمال المغرب) عن صمتها وهدوئها، بل وتلبس أبهى الحلل بمناسبة الاحتفاء بذكرى الولي الصالح سيدي بوعراقية.
هذه السنة تم تخليد هذه المناسبة، بطقوس وعادات متوارثة، لعل أبرزها موكب احتفالي انطلق من ساحة الامم وسط المدينة الى موقع الضريح الذي يقع في الطريق المؤدية إلى حي مرشان.
وإذا كانت مدينة طنجة عرفت بالعديد من المعالم والأماكن، بل والمزارات السياحية والأثرية، فإن موسم الولي الصالح سيدي بوعراقية، لازال يجلب بدوره السياح والزوار من كل مناطق المغرب، بل ويضمن أيضا مكانة مرموقة للمدينة الشمالية، ضمن خارطة المدن التي لازالت تحافظ على طقس من طقوس الحفاظ على تقاليد وعادات قديمة، تحيى معها حضارة وثقافة المدينة والمنطقة الشمالية عموما.
احتفالات هذه السنة، تميزت بالموكب الاحتفالي الكبير، المفعم بنفحات دينية، خصوصا وأن الموكب تقدمه طلبة الكتاتيب القرآنية يحملون الالواح القرآنية إلى جانب أطفال من مختلف الاعمار بلباس تقلدي يعكس ارتباط الطنجاويين والمغاربة عموما بهويتهم و وأصالتهم.
من جانب آخر شاركت في إحياء هذا التقليد السنوي مجموعات وأجواق فلكلورية محلية وجهوية، كحمادشة والبواردية وعيساوة، قدمت عروضا فنية بديعة تابعها جمهور غفير من ساكنة المدنية، اصطف على جوانب الشوارع والساحات التي مر منها الموكب المخلد لذكرى الشيخ المجاهد، الذي بصم تاريخ منطقة الشمال في القرن ال 11 الهجري.
ولازال الطنجاويون القدامى ودارسو التاريخ المغربي عموما، يتذكرون مناقب هذا الولي الصالح، الذي جاهد بفكره وعلمه الغزير وماله لمحاربة الغزاة في تلك الحقبة من تاريخ المغرب، والدعوة الى الجهاد ومحاربة الافكار الدخيلة على المجتمع المغربي، كما شارك شخصيا في العديد من المعارك التي مكنت في النهاية من تحقيق انتصار مدو على قوات الاحتلال آنذاك.
تجدر الإشارة إلى أن الإسم الحقيقي للولي الصالج سيدي بوعراقية هو سيدي محمد الحاج البقالي، وهو ينحدر من أسرة عالمة من قبيلة بني حسان بنواحي تطوان، وكان وافر المعرفة في ميدان العلوم الفقهية، حيث كرس حياته لتدريس التعاليم الإسلامية، إلا أنه قرر بعد ذلك الاختلاء بنفسه في مكان خارج أسوار المدينة، وهو المكان الذي يحتضن حاليا ضريحه حاليا.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق