العرض الأول لفيلم المخرج العالمي لخضر حامينا ”غروب الظلال”

عبد العالي الشرفاوي
ثقافة وفن
عبد العالي الشرفاوي17 نوفمبر 2014آخر تحديث : منذ 9 سنوات
العرض الأول لفيلم المخرج العالمي لخضر حامينا ”غروب الظلال”

قدّم المخرج العالمي لخضر حامينة، أمس، بقاعة الموڤار بالعاصمة، العرض الأول المخصص للصحافة لفيلمه الطويل ”غروب الظلال”، وركز الفيلم الذي أنتج بدعم من الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، بطولة الممثل الجزائري سمير بواتار، والفرنسيان لولران هانكان، ونيكولا بريديه، لمدة ساعتين على تاريخ الاستعمار الفرنسي الأسود في الجزائر.
قدم المخرج لخضر حامينا تجربته الإخراجية الجديدة بميزانية لم تتجاوز 5 مليون أورو، بعد غياب دام سنوات من العطاء السينمائي، مستلهما أحداثها من فترة الثورة الجزائرية، مسلّطا الضوء على قصّة شاب جزائري اسمه خالد – مثّل دوره سمير بوتار- آمن بحق شعبه في الاستقلال، الذي يبقى حسب الفيلم نصرا غير مكتمل لعجز الجزائر في افتكاك ”اعتذار فرنسا الاستعمارية” على جرائمها بعد 52 سنة من الاستقلال. وقدّم الفيلم مشاهد بانورامية هامة للصحراء الجزائرية، حيث أفرج لخضر حامينة عن جمال الطبيعة الجزائرية الباهرة، كما أعطى المخرج العالمي المتوّج بجائزة ”السعفة الذهبية” الضوء الأخضر للسينما الجزائرية لرواية الثورة الجزائرية، بعيدا عن المعارك وقصص البطل الواحد، وسرد الأحداث المباشرة للثورة التي فضّل لخضر حامينة حكايتها عبر الحوار. وعرف لخضر حامينا كيف يقدّم بعد عشرة أسابيع ويوم واحد من التصوير، فيلما بمقاييس عالمية، خصوصا من ناحية الصورة، التي أشرف عليها مدير التصوير الإيطالي أليساندرو بيتشي، وإن كان الفيلم الذي كتب السيناريو الأصلي له محمد لخضر حامينا، والاقتباس والحوار رفقة ابنه ماليك، ركّز على الحوار الطويل والاسترسال في الخطاب المباشر بين الممثلين الأساسيين، فيما يبدو أن المخرج أراد أن يقود الفيلم باتجاه أبرز محطات التخريب، جرائم الاستعمار ضد الإنسانية، القوانين الدولية في الحروب منها اتفاقيات جنيف لحقوق الإنسان، التي برعت وحشية الاستعمار الفرنسي في خرقها من الجزائر، الفيتنام وصولا إلى صحراء رڤان. أعاد الفيلم لخضر حامينة الذي أطفأ شمعته الـ85 هذا العام، إلى تجربته التمثيل مرة أخرى، بعد أن شارك ممثلا أيضا في ”وقائع سنين الجمر”، حيث يظهر في ”غروب الظلال” شيخا يحمل اسم عبد الجبار، يتمرد ابنه عن المشروع الاستعماري، بعد أن تلقى تعليما راقيا في جامعات باريس. ويعتبر الفيلم تجربة جديدة بالنسبة لتعامل لخضر حامينا مع اللغة، حيث قدمه ممزوجا بين الفرنسية والعامية الجزائرية، في قالب اللغة الأصلية للفيلم، وطغت اللغة الفرنسية على الفيلم، بحكم مشاهده التي ركزت على شخصية الرائد الفرنسي سانتوناك، وهي نكهة لغوية فرنسية تختلف عن أفلام حامينة التي أنتجت في زمن الرئيس الراحل هواري بومدين، أين كان مشروع التعريب قالبا تصب فيه جميع الجهود بما فيها أفلام لخضر حامينة .
الفيلم الذي رفض لخضر حامينة أن يعرضه في الدورة الجارية لمهرجان أبوظبي وكذا في الدورة الـ 36 لمهرجان القاهرة السينمائي، قبل أن يعرضه في الجزائر، من المتوقع أن يسجل حضورا قويا في الدورة الـ71 لمهرجان فينيسيا السينمائي بإيطاليا.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق