أكد السيد ميكايل مارش رئيس الدورة الـ24 لمهرجان براغ للكتاب، (2-4 اكتوبر) أن اختيار المغرب كضيف شرف للمهرجان، يروم تمكين التشيكيين من استكشاف ثقافة دولة عريقة تحمل رسالة صداقة وانفتاح.
وأضاف السيد مارش خلال ندوة صحفية، نشطها رئيس مجلس الشيوخ التشيكي ميلان ستيش، ورئيس مجلس المستشارين السيد محمد الشيخ بيد الله، ووزير الثقافة السيد محمد امين الصبيحي بحضور سفيرة المغرب ببراغ، أن فكرة اختيار المغرب كضيف شرف الدورة ال24 للمهرجان، “راودتني خلال زيارة لمدينة الدار البيضاء في ابريل الماضي”.
وأوضح ” لاحظت أن المغرب وجمهورية التشيك، اللذان ، رغم بعدهما الجغرافي، يتقاسمان العديد من العوامل المشتركة، ولاسيما الرصيد الثقافي الغني، تعرضا للاستعمار”، مشددا على أن البلدين ينعمان بالاستقرار،ومتيمان بالسلام.
من جهته، ابرز السيد ستيش دور الثقافة في التقارب بين الشعوب، وأشاد باختيار المغرب كضيف شرف في المهرجان، مضيفا أن المغرب بلد يحمل رسالة سلام وتسامح واستقرار في منطقة تشهد اضطرابات.
وأعرب عن أمله في أن يسهم الاستقرار الذي تنعم به المملكة، في تنفيذ إصلاحات ذكية تشكل نموذجا يحتذى بالنسبة لدول اخرى في المنطقة.
أما السيد بيد الله، فعبر عن امتنانه للسلطات التشيكية ومسؤولي المهرجان، على مبادرتهما إزاء المغرب، البلد المتعدد الثقافات ، مضيفا أن ” المملكة تبني وحدتها من خلال تلاقي مكوناتها العربية والاسلامية والأمازيغية والصحراوية-الحسانية. وأشار إلى أن المغرب ينمو ويتقوى بروافده الافريقية والاندلسية واليهودية والمتوسطية.
من جانبه، أشار السيد الصبيحي إلى أن الابداع الثقافي والفني في المغرب، عرف خلال ال15 سنة الاخيرة، تطورا كبيرا، بفعل توسيع مجال الحريات وتحسين الظروف المحفزة للإبداع.
وبعدما ذكر بأن المثقفين ومنذ استقلال المغرب سنة 1956، يمارسون على الدوام عملهم في إطار من الحرية، رافضين تأميم الثقافة، لاحظ الوزير أن هذا المطلب تعزز من خلال دستور 2011، الذي أقر حرية الإبداع الثقافي والفني.
وأشار من جهة اخرى إلى أنه سيتم توجيه الدعوة إلى المؤلفين والكتاب التشيكيين، لحضور المعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء، داعيا إلى تقوية التعاون الثقافي بين الرباط وبراغ.
و يحل المغرب، ممثلا بآدابه وفنونه التشكيلية، ضيف شرف الدورة 24 لمهرجان الكتاب ببراغ، التي تفتتح اليوم الخميس بمقر مجلس الشيوخ التشيكي، وتستمر ثلاثة أيام.
وتفتح دورة هذه السنة، التي تنظم تحت شعار “الحب والكراهية”، فضاءها للثقافة المغربية من خلال مشاركة نخبة من الفنانين والكتاب والرسامين، من بينهم المهدي قطبي وماحي بينبين والشاعرة فاطمة شهيد والكاتب ووزير الثقافة السابق بنسالم حميش وصلاح الوديع، فضلا عن ممثلين لاتحاد كتاب المغرب.
ويحضر حفل افتتاح هذه الدورة، أكثر من 150 شخصية من عالم الفن والثقافة وأزيد من 20 سفيرا معتمدا في براغ.
وتقام جميع الأنشطة (جلسات مناقشة، أمسيات، عروض سينمائية) في مقر مجلس الشيوخ. ويمثل المهرجان، الذي تنظمه وزارة الثقافة التشيكية بالتعاون مع سفارة المغرب في براغ، الحدث الثقافي الأكبر من نوعه الذي يفتتح الدخول الثقافي في جمهورية التشيك، المعروفة بولع مواطنيها بالفن والثقافة بامتياز. ويأتي تنظيم هذا الحدث الثقافي في الوقت الذي يحتفي فيه المغرب وجمهورية التشيك، اللذان تربطهما علاقات ممتازة، بالذكرى ال55 لإقامة علاقاتهما الدبلوماسية.