خالد كدار
خالد كدار في المطبعة يحمل العدد التجريبي من أسبوعيته.

خالد كدار يطلق مشروعه الإعلامي الساخر ” بابوبي”

اطلق خالد كدار، رسام الكاريكاتير  المشاغب، والمثير للجدل، مشروعه الإعلامي الجديد “بابوبي”، في شكل منبر ورقي، يحمل أعلاه الكلب كشعار له، بعد أن توقف الموقع الالكتروني الحامل لنفس الإسم، منذ مدة، لإكراهات ومصاعب، واجهته كناشر.

ويعترف كدار، أن هذا الحلم  ظل يراوده منذ فترة زمنية طويلة، واصفا مشروعه الذي صدر في شكل أسبوعية بأنه عبارة عن مجلة خاصة بالرسم الصحافي، مجلة “ساخرة بالمعقول”، على حد قوله، ملمحا إلى أنها تعتمد السخرية كأداة في التعبير، “بطريقة راقية وحضارية” من أجل إيصال الرسالة المراد طرحها، وفق ماجاء في افتتاحية العدد الأول الذي نزل إلى أكشاك بيع الصحف.

وعن عمد وسبق إصرار، اختار كدار  لمشروعه الحافل برسوم الكاريكاتير، أن يكون ناطقا باللغة الدارجة، وله في ذلك أكثر من تبرير، باعتبارها وسيلة التواصل الأكثر شيوعا ونجاعة وفعالية، وقدرة على التبليغ.

وفي العدد الأول يسخر من الحالمين بالخلافة، ومن السياسة والسياسيين والوزراء، وعلى رأسهم عبد الإله بنكيران، رئيس  الحكومة، ومن الأحزاب، ومن مسلسلات رمضان، ومن بعض مشاريع القوانين الجديدة، وضمنها مشروع تشغيل القاصرات، الذي كان محل استنكار واسع من طرف كل الهئيات الحقوقية.

قانون تشعيل القاصرات

ولايخوض كدار هذه التجربة الإعلامية والجديدة في مجال الرسم الصحافي وحده فقط، بل يدخلها معززا بهيئة تحرير تضم في عضويتها، مجموعة من حملة القلم والريشة، عثمان العشقي، وعماد السنوني، وعبد الواحد ماهر، وعدنان جابر، والعوني الشعوبي، ومحمد السعداني.

  في المسؤولية الإدارية  كريم سلماوي، وفي الإدارة الفنية صلاح الدين رياض، وفي سكرتارية التحرير ، الإعلامية زهور باقي، بخفة دمها وروحها  المرحة، والتي تقول، إنها وهي في كامل قواها  الكلبانية، (نسبة إلى شعار الأسبوعية، الكلب بوبي)  ستوقع أسفل مقالاتها ب” المشكورية”، متعهدة أن ” تنبح بصدق وحرية ومهنية رفقة زملائها، كلاب الحراسة بالكلمة والريشة”.

أما الكاتب حميد زيد، فلم يفته أن  يسجل  بحسه الساخر ، ويكتب في مقدمة ركنه ” تريكيل”، تحت عنوان:” أنا جرو مهني ينبح مرة في الأسبوع! “: “ما أسوأ عاقبتك ياحميد يازيد..بعد كل هذا التنطع، وهذا اللف والدوران، وهذا الانتقال من منبر إلى آخر، كنحلة، وهذا المسار المرتبك، تكون خاتمتك ونهايتك في أسبوعية شعارها كلب.. وياليته كان كلبا محترما، بل جرو صغير، وسخ، يهرش جلده بسبب القراد”.

لكنه سرعان مايدعو قراءه في ختام مقاله، وهو الوحيد المكتوب بلغة عربية فصيحة، عوض اللغة الدارجة، إلى متابعته كل أسبوع، مخاطبا إياهم:” وما أدراني فقد يكون هذا الكلب فاتحة خير علي، ولي في الأمير  الذي كان ضفدعة يلعب بها الصغار عبرة، وربما في يوم من الأيام سيصبح  لي شأن عظيم، كما تلك الضفدعة التي  في الحكاية، وتهتم بي جريدة محترمة، وتربيني في هيئة تحريرها. أما الأن فأنا سعيد بوضعي، وأعوعو بمهنية عالية”، على حد تعبيره.

والمعروف عن كدار، الذي يتحدث دائما بصراحة قد تكون أحيانا صادمة، أنه لا يعترف أبدا بوجود حواجز أو ” خطوط حمراء”، يمكن أن تقف في وجهه للتعبير عن رأيه، في العديد من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولا يتردد  في الجهر بأفكاره، مهما كانت خارجة عن المألوف لدى البعض، حتى ولو  أدت به إلى سلسلة من المتاعب.

ولعل هذا هو ما يفسر تعرضه أكثر من مرة للمساءلة القضائية، ومن بينها تلك القضية، المرتبطة برسم زواج الأمير مولاي اسماعيل، والتي أدت إلى محاكمته رفقة توفيق بوعشربن، مدير نشر يومية ” اخبار اليوم”.

ومنذ انطلاقته كرسام كاريكاتير في المشروع الإعلامي ” دومان” مع علي لمرابط، ظل كدار، يثير الزوابع  دائما من حوله بريشته اللاذعة،  سواء تلك  الرسوم التي نشرها داخل المغرب أو خارجه، في بعض المنابر الفرنسية والعربية.