زيارة الملك محمد السادس لروسيا

لشهب ل”مشاهد24″: زيارة الملك محمد السادس لروسيا ستكون تاريخية بكل المقاييس

قال السفير المغربي لدى روسيا عبد القادر لشهب أن زيارة الملك محمد السادس لروسيا المرتقبة الأحد المقبل “ستكون تاريخية بكل المقاييس” مؤكدا في تصريح خص به “مشاهد24” أن العلاقات بين البلدين ستتعمق على إثر هذه الزيارة على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاستراتيجية والثقافية.

وأوضح لشهب أن عام 2002 كان قد شهد توقيع “اتفاق شراكة استراتيجية” بين البلدين، ترجمت من خلال توقيع “إعلان مبادئ” في المجالات التقليدية كالفلاحة والصيد البحري، أما ما يميز زيارة العاهل المغربي هذه المرة، واللقاءات التي سيجريها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وباقي المسؤولين الروس، فهي أنها ستنقل العلاقة بين البلدين من إطار إعلان المبادئ في هذه المجالات التقليدية، إلى مجالات أرحب من التعاون الوثيق، من خلال اتفاقيات “لديها مضمون عملي، ولا مجال فيها للإنشاء والكلمات العامة”، مما يجعلها “برامج عمل مضبوطة لا مجرد نوايا صادقة”.

 

وبخصوص الشق السياسي للزيارة، أكد السفير المغربي في موسكو أن المملكة لطالما أبدى ارتياحه للمواقف الروسية “المتفهمة لقضايانا الوطنية، والمؤيدة للبحث عن تسوية سياسية” للنزاع المفتعل حول مغربية صحرائنا، موضحا أن الجديد الذي ستحمله الزيارة الملكية، كونها ستعمق من هذا التفهم الروسي العام، إلى مستويات أعمق من الفهم والتعاون.

بارتباط مع ذلك، نفى عبد القادر لشهب أن تكون الزيارة الحالية للملك محمد السادس موعدا للتوقيع على صفقات سلاح بين البلدين، مؤكدا في المقابل أن تعاون المسؤولين العسكريين في المغرب وروسيا مستمر على مدار العام، وأن أية صفقات شراء أسلحة يعلن عنها في حينها.

قطاع الفلاحة سيحتل مكانة بارزة خلال الزيارة الملكية، حيث سيستفيد من انتزاع المغرب “لتنازلات” عديدة ومعاملة تفضيلية من الجانب الروسي، تسهل على المنتوجات الفلاحية المغربية المتنوعة ولوج الأسواق الروسية والتوسع فيها على حساب سلع مماثلة من شركاء تقليديين لروسيا. هذه المعاملة التفضيلية ستكون متاحة للمصدرين الروس الذين سيستفيدون من السوق المغربية المفتوحة، والتي تقدم للمستثمرين إمكانيات عملية مغرية.

السياحة بدورها، ستستفيد من جملة من الاتفاقيات العملية وبرامج العمل المشتركة، التي ستفيد القطاع السياحي المغربي عبر زيادة الأفواج القادمة من أسواق نشطة كالسوق الروسي، وذلك بعد انحسارها والحد من حركتها تجاه أسواق إقليمية مجاورة نظرا لظروفها الأمنية المضطربة. نفس الأمر ينطبق على العلاقات الثقافية التي ستشهد دفعة قوية عبر عدد من الاتفاقات والبرامج العملية، ستزيد من حجم التعاون والتبادل الثقافيين بين البلدين.

وردا على تساؤل البعض بخصوص الانعكاسات المحتملة التي يمكن أن تجلبها زيارة الملك محمد السادس لروسيا على العلاقات القديمة بين روسيا والجزائر، نفى السفير لشهب وجود ارتباط بين الأمرين، موضحا أن للجزائريين “أسلوبهم ومنهجيتهم ولدينا أسلوبنا ومنهجيتنا” مؤكدا أن المغرب بصدد الارتقاء بعلاقاته مع روسيا بمعزل عن العلاقة الجزائرية الروسية التي “لا تعنينا”.