ضجت وسائل التواصل الاجتماعي مؤخراً بصيحة جديدة في عالم اللياقة البدنية تعرف باسم “كوادروبكس”، يقوم خلالها المشاركون بأداء حركات تحاكي الحيوانات على أربع، من الجري والقفز إلى الوثب، في ممارسة يصفها البعض بأنها تجمع بين اللياقة البدنية والتعبير عن الغرائز البدائية.
وتقول سوليه، المعروفة على تيك توك باسم wild.soleil، إن هذا التمرين هو نشاط شامل للجسم، يساهم في فقدان الوزن وبناء عضلات البطن والذراعين، ويشعر الممارس فيه بأنه “متحرر جسدياً وروحياًت”، مضيفة: “جرّبه خمس دقائق وستشعر بضيق في التنفس، لكنه تمرين مكثف وممتع في الوقت نفسه”.
وتأتي هذه الصيحة ضمن اهتمامات أكبر بمجتمعات مثل الثيريانز والفوريز، حيث يتبنى المشاركون هويات أقرب إلى الحيوانات. ويختلف الثيريانز عن الفوريز بأنهم يعتبرون أنفسهم كائنات غير بشرية، بينما يتقمص الفوريز حيوانات معينة ويرتدون زيها.
سوليه اكتشفت الحركات الرباعية عبر متابعتها لمجتمع الثيريانز، ومع مرور الوقت أصبحت تمارسها في الأماكن الطبيعية الوعرة في جنوب ألمانيا والنمسا، ما منحها شهرة واسعة على تيك توك. وأكدت أن الأقنعة والذيل، التي تصنعها وتبيعها على موقع إيتسي، ليست ضرورية لممارسة التمرين، لكنها تمنح شعوراً بالروح الحيوانية، وفقاً لما ورد في “دايلي ميل“.
وتقول المخرجة البلجيكية أليكسيا كرافت دي لا سولكس، التي وثقت هذه الحركة في فيلمها الوثائقي “حركة طرزان”: “إنها طريقة مثيرة لاستكشاف الحركة والهوية واللعب بها. أشعر بالقوة والتوازن في جسدي كما لم أشعر من قبل”، مشيرة إلى أن التمرين ساعدها في تقوية الذراعين، الكتفين، الصدر، والظهر، كما عزز من توازنها واستقرارها الجسدي.
وبالرغم من غرابة هذه الصيحة، يؤكد خبراء اللياقة البدنية فعاليتها. يقول المدرب الوطني الأمريكي جارود نوبي إن حركات الرباعي تركز على عضلات البطن العميقة والمائلة، وعضلات التثبيت، بالإضافة إلى تشغيل الكتفين والصدر والأرداف، ما يزيد معدل ضربات القلب ويساعد على حرق الدهون. ويضيف: “على المستوى العقلي، يعزز التمرين الوعي الجسدي، يقلل التوتر، ويزيد الثقة في الحركة”.
ويشير محبو التمرين إلى أن ممارسته تمنح شعوراً بالحرية، وتطوير استقرار الجسم، وتناسق الحركة، مع فوائد نفسية وروحية، حيث وصفته كرافت دي لا سولكس بأنه يشبه “تمريناً تأملياً يساعد على التواصل مع الذات البدائية”.
صعود كوادروبكس يعكس اتجاهاً جديداً في عالم اللياقة البدنية، حيث لم يعد الهدف مجرد بناء العضلات وحرق الدهون، بل استكشاف الجسد والروح، والتفاعل مع الطبيعة بطريقة فريدة، تجمع بين اللياقة البدنية والفكاهة والجرأة البدائية.
مشاهد 24 موقع مغربي إخباري شامل يهتم بأخبار المغرب الكبير