انتشر خبر رجل صيني على الإنترنت بعد أن أرسل 550 ألف دولار أو 4 ملايين يوان، إلى إحدى عارضات الأزياء وهي مؤثرة على مواقع التواصل لمجرد أن تناديه بـ “الأخ”، وفي النهاية، استنفد الرجل مدخرات عائلته لدعم صانعة المحتوى المفضلة لديه.
سرعان ما لجأ الرجل إلى سرقة النحاس من تجارة عائلته لتمويل إدمانه، واضطر إلى الاكتفاء بتناول الكعك المطهو على البخار للبقاء على قيد الحياة، وفقاً للتقارير المتداولة.
وذكرت صحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” أن الرجل، الذي يُعرف بلقب “هونغ”، ينتمي إلى مدينة نينغبو في مقاطعة تشجيانغ بجنوب شرق الصين. طوّر هونغ هوساً بالبث المباشر عبر الإنترنت في وقت سابق من العام، وبدأ بإرسال الأموال إلى صانعة محتوى مفضلة لديه، لم يتم الكشف عن هويتها.
أخبرها هونغ بأن حلمه أن تناديه بلقب “الأخ” (BRO)، فردت عليه بطلب تحويل مبلغ 4 ملايين يوان لتحقيق ذلك. وبعد أن استنفد مدخرات عائلته، قامت العائلة بتقييد وصوله إلى أموالهم. ومع ذلك، استمر هونغ في إدمانه بسرقة النحاس من تجارة الأجهزة الخاصة بعائلته. منذ مايو (أيار) الماضي، بدأ بسرقة المعدن أثناء عمليات التسليم التجارية وبيعه لمحطات إعادة تدوير النفايات.
في 15 أكتوبر 2024، أبلغ مصنع عن سرقة كمية كبيرة من النحاس لمركز شرطة هينججي، مما أثار تحقيقاً أدى في النهاية إلى استسلام هونغ واعترافه.
في البداية، اعترف فقط بسرقتين حديثتين، ولكنه أقر لاحقاً بارتكابه أكثر من 40 عملية سرقة منذ مايو، بعدما واجهته السلطات بأدلة من معاملاته المالية. جمع هونغ ما بين 2 و3 ملايين يوان (حوالي 316 ألف دولار)، وأوضح أنه أنفق الأموال لتحسين تصنيفات صانعة المحتوى المفضلة لديه، قائلاً: “لم أكن أرغب في مقابلتها؛ أردت فقط أن أسمعها تناديني بـ’أخي'”.
في الصين، يُطلق على صانعي المحتوى لقب “قادة الرأي الرئيسيين” (KOLs)، ويتمتعون بشعبية كبيرة. يجني العديد منهم مبالغ ضخمة من خلال النصائح والهدايا الافتراضية التي يقدمها المعجبون.
ووفقاً لمنصة iResearch، بلغت قيمة التبرعات التي جُمعت عبر البث المباشر في الصين نحو 19 مليار دولار (140 مليار يوان) عام 2019، ومن المتوقع أن تنمو إلى 417 مليار يوان (57 مليار دولار) بحلول عام 2025.
أصبح البث المباشر اتجاهاً عالمياً، حيث يشعر المزيد من الأشخاص بالعزلة ويتفاعلون مع صانعي المحتوى عبر الدردشة والتبرعات، ما يدفع البعض إلى الاعتقاد بوجود علاقة حقيقية مع هؤلاء الشخصيات. ومع ذلك، تحذر صحيفة Inquirer USA من أن هذه العلاقات غالباً ما تكون “غير اجتماعية”، حيث يرتبط الأفراد عاطفياً بشخصيات إعلامية لا تبادلهم المشاعر ذاتها.
وفقاً لشركة Thriveworks، المتخصصة في خدمات الصحة العقلية، اعترف 51% من الأميركيين بأنهم عانوا من علاقات اجتماعية غير متبادلة. يمكن لهذه العلاقات أن تتحول إلى هواجس مقلقة، مثل الحالة التي شهدتها الصين، حيث أصبحت أزمة الصحة العقلية قضية متنامية في دول أخرى، بما فيها الفلبين.