دفعت أزمة تدني تعداد السكان بعض القرى اليابانية إلى ابتكار حيل من شأنها أن تجعلهم يعيشون لذة الضجيج المجتمعي، وازدحام الطرق الذي فقدوه منذ زمان بعيد، فقامت قرية ناغورو اليابانية ذات الـ 20 نسمة، بصناعة الكثير من الدمى ونشرها في القرية بكامل مرافقها المجتمعية، وهو نفس النهج الذي اتبعته نظيرتها قرية إيتشينونو، على الرغم من أنها أكثر اكتظاظاً بالسكان بتعداد يبلغ 60 نسمة وطفل واحد فقط.
وقالت هيسايو يامازاكي، 88 عاماً: نصنع دمى محشوة على شكل عرائس ترتدي ملابس، ونوزعها على جميع أنحاء القرية، ونضعها في كل مكان، وعلى الأراجيح والدراجات الهوائية، وبجانب الطريق، وأمام الحقول، حتى نشعر بأننا نعيش في مجتمع صاخب يعج بالنشاط.
وأضافت هيسايو يامازاكي: «أصبحت الدمى تفوقنا عدداً، وعلى الرغم من أن بعض سكان القرية الأكبر سناً لديهم أبناء، إلا أنهم شجعوهم على الالتحاق بالجامعة بعيداً عن مجتمع القرية الصغير».
وتابعت هيسايو يامازاكي: «كنا نخشى ألا يتزوج أبناؤنا إذا ظلوا عالقين في مكان بعيد كهذا، ولكنهم ذهبوا ولم يعودوا، وحصلوا على وظائف في مكان آخر، ونحن الآن ندفع الثمن».
تعد قرية إيتشينونو واحدة من أكثر من 20 ألف منطقة في اليابان تتجاوز أعمار معظم سكانها الـ 65 عاماً، وتعد اليابان، ثاني دولة في العالم، بها أكبر نسبة عدد من كبار السن بعد موناكو.