كشفت تقارير إعلامية بريطانية أن العصابات ذات الأصول الرومانية تتحضر للاستفادة من احتفالات أعياد الميلاد في شارع أكسفورد بالعاصمة لندن عن طريق نشر شبكة من المتسولين.
ويشتهر شارع أكسفورد بتدفق مئات الآلاف من السياح عليه خلال احتفالات أعياد الميلاد لشراء الهدايا، وهو ما دفع عصابات «فاجن» الرومانية إلى استخدام شبكة من المتسولين المنظمين الذين يتظاهرون بأنهم بلا مأوى لكسب أموال طائلة دون عناء.
ومن المقرر أن يبدأ تشغيل أضواء أعياد الميلاد في شارع أكسفورد في 5 نوفمبر، ومن المتوقع أن ينفق المتسوقون 1.7 مليار جنيه إسترليني في وسط لندن في الشهرين المقبلين، حسبما توقعت شركة نيو ويست إند.
ورصد تقرير لصحيفة ديلي ميل أن عشرات المتسولين يستخدمون لافتات مماثلة بنفس الكتابة اليدوية في بعض أهم المناطق السياحية في لندن، بما في ذلك شارع أكسفورد، وشارع ريجنت، وليستر سكوير، وميدان بيكاديللي، وغرين بارك.
وقالت السلطات إن معظم المتسولين كانوا رومانيين وعملوا في السابق كأعضاء بعصابة تتجول في أوروبا وتأتي إلى لندن في فترات مدتها ثلاثة أشهر لجمع الأموال خلال أعياد الميلاد. وقالت إحدى المتسولات إنها كانت في بريطانيا لمدة أربعة أيام فقط ولا تخطط للبقاء لفترة طويلة.
تعتقد السلطات أن زعماء العصابات الرومانية يسيطرون على المتسولين تماماً، كما فعل «فاجن» في رواية أوليفر تويست لتشارلز ديكنز، حيث يأمرونهم بمكان الجلوس وكيفية التسول بالإضافة إلى إعطائهم الإشارات والأكواب لإكمال مظهرهم المتشرد أثناء وجودهم في البلاد.
وقال مسؤول سلامة المجتمع من تحالف الأعمال في قلب لندن: «الأمر كله يتعلق بالعصابات.. كلهم يحصلون على علامة وكأس. دائما نفس الكتابة. يتم إخبارهم جميعاً بمكان الجلوس». وأضاف أنه «إذا قمت بنقلهم، فسوف يعودون إلى نفس المكان.. إنهم يجلسون عادة خارج الشركات. نحن نحركهم باستمرار عندما نراهم».
وقال ضابط آخر: «إنهم جاؤوا من رومانيا.. يعملون هنا لمدة ثلاثة أشهر تقريباً ثم يذهبون إلى بلد آخر.. يتجولون في إيطاليا وإسبانيا وفرنسا أيضاً إنه عمل تجاري».
ويكشف أنه «في وقت عيد الميلاد يكون الجو مزدحماً، ويحصلون على المزيد من الأموال، ثم ينتقلون إلى البلدان التي يكون فيها الطقس أكثر حرارة وتوجد فرصة لكسب الأموال».
وكشف أن الناس يقدمون لهم الطعام والشراب لكنهم لا يهتمون بذلك.. إنهم يريدون المال فقط.
وبحسب ما ورد، يمكن لكل متسول أن يجني أكثر من 100 جنيه إسترليني يومياً، ما يعني أنه إذا جمعوا أرباحهم، فيمكن لزعماء العصابات أن يكسبوا الآلاف يومياً.
وقال ضابط في شرطة العاصمة إن المشكلة الكبيرة هي أن الأموال التي قدمها البريطانيون للمتسولين كانت تذهب في الواقع إلى زعماء العصابات الرومانية.
وقال أحد الحراس في شارع ريجنت: من المؤكد أن لديهم شخصاً يقوم بتوصيلهم. لديهم رئيس، تبدو منظمة، شخص ما يأخذ المال في وقت لاحق.
ومن دواعي قلق الشركات في المنطقة أيضاً ما إذا كان السائحون سيؤجلون التسوق بسبب المتسولين.
وقالت شرطة العاصمة: ضباط الشرطة يقومون بدوريات منتظمة في المناطق المعروفة بالتسول. كما أكد متحدث باسم عمدة لندن: «ليس هناك ما هو أكثر أهمية بالنسبة للعمدة من الحفاظ على سلامة سكان لندن، وهو يستثمر مبالغ قياسية لدعم شرطة العاصمة، ما يضمن وجود 1300 ضابط شرطة إضافي في شوارع لندن للتعامل مع قضايا واهتمامات المجتمع».