ينتظر روبرت روبيرسون تنفيذ حكم الإعدام الصادر بحقه، ليصبح أول شخص يتم إعدامه في الولايات المتحدة الأمريكية بناءً على فرضية «متلازمة الطفل المهتز»، وسط مطالبات بتدخل المسؤولين في تكساس لمنع ذلك.
وفي الأسبوع الماضي، تقدم محامو روبيرسون بطلب طارئ إلى محكمة الاستئناف الجنائية في تكساس، يطلبون فيه وقف تنفيذ حكم الإعدام بحقه، والمقرر تنفيذه في 17 أكتوبر الجاري.
وقالت محاميته جريتشن سوين في تصريحات لـbc news: «يتأرجح روبيرسون بين اليأس، ثم الشعور بالأمل عندما يعرب أي شخص عن تعاطفه وتشجيعه، إنه شعور مملوء بالقسوة في هذه العملية أن نشاهد ما يمر به دون أن نساعده».
وبحسب محاميي روبيرسون، فحين استيقظ وجد ابنته نيكي البالغة من العمر عامين ملقاة على الأرض عند قدم السرير، في إحدى ليالي عام 2002.
ويُقال: إن روبيرسون قام بتهدئتها وأعادها إلى الفراش ثم عاد إلى النوم، وعندما استيقظ في صباح اليوم التالي وجدها فاقدة للوعي وشفتيها زرقاوين، فأخذها إلى الطوارئ، حيث أُعلنت وفاتها في النهاية.
وأُدين روبيرسون، البالغ من العمر 57 عاماً بتهمة قتلها، وذلك بناءً على شهادة طبيب أطفال أشار إلى وجود تورم ونزيف في دماغ الطفلة في ذلك الوقت، باعتباره تشخيصاً لمتلازمة «الطفل المهتز»، على الرغم من وجود أدلة محدودة تدعم هذا التشخيص الدقيق.
وخضعت الفرضية لتدقيق جدي في الدراسات البيوميكانيكية، فضلاً عن الأدبيات الطبية والقانونية المطولة، كما اشتبه الطبيب الشرعي في أن الطفلة أصيبت بإصابات متعددة في الرأس، واعتبر الوفاة جريمة قتل في التشريح الرسمي.
كما يقول فريقه القانوني إن روبيرسون يعاني من مرض التوحد، وهو ما يؤثر على طريقة تعبيره عن مشاعره، وهو الأمر الذي أثار القلق أيضاً أثناء المحاكمة.
ومنذ إدانته، ثبت من خلال أدلة جديدة أن الطفلة كانت تعاني من التهاب رئوي وقت وفاتها، وأن الأطباء وصفوا لها أدوية مثبطة للجهاز التنفسي في الأيام التي سبقت وفاتها.
وتشمل هذه الأدوية المخدر الكودايين والبروميثازين، وكليهما لم يعد يُوصف للأطفال في سن نيكي أو أولئك الذين في مثل حالتها، لأنه قد يضعف قدرتهم على التنفس وقد يكون مميتاً.
وبعد صدور تقرير السموم بعد الوفاة، خلص خبير السموم الطبية وطب الطوارئ الدكتور كينان بورا إلى أن المستويات العالية من البروميثازين من المرجح أن تؤدي إلى تفاقم مشاكل التنفس لدى الطفلة.
كما وجد إعادة فحص أنسجة رئتها من قبل خبير أمراض الرئة الدكتور فرانسيس جرين، أن الالتهاب الرئوي الفيروسي الخلالي المزمن والالتهاب الرئوي البكتيري الحاد كانا يلحقان الضرر برئتيها، ما تسبب في تعفن الدم ثم الصدمة الإنتانية، ما أدى إلى فشل الأعضاء الحيوية.
لذلك كتب أكثر من 30 خبيراً طبياً وعلمياً إلى مجلس العفو والإفراج المشروط في تكساس لإعادة النظر في الحكم الصادر بحق روبيرسون، والذي استند إلى «متلازمة الطفل المهتز».
يشير التشخيص إلى إصابة دماغية خطيرة تحدث عندما يتعرض رأس الطفل للإصابة بسبب الاهتزاز أو أي تأثير عنيف آخر، مثل الاصطدام بالحائط أو رميه على الأرض، عادة من قبل مقدم رعاية بالغ. وقد تغيّر المصطلح في عام 2009 إلى «صدمة الرأس»، وهو تشخيص أكثر شمولاً.
ويزعم المنتقدون أن الأطباء ركزوا على استنتاج أن إساءة معاملة الأطفال ناجمة عن متلازمة الرضيع المهتز كلما تم اكتشاف مجموعة ثلاثية من الأعراض: النزيف حول المخ، وتورم المخ، والنزيف في العينين.
ويقول المنتقدون لحكم الإعدام إن الأطباء لم يأخذوا في الاعتبار أن أشياء مثل العجز عن الحركة بسبب الاصطدام بالرأس والأمراض الطبيعية، مثل الالتهاب الرئوي، التي يمكن أن تحاكي إصابة الرأس.