“قد يكون سر الحياة على الأرض أعمق مما كنا نعتقد”، خلاصة وصل إليها رئيس الفريق البحثي الاسكتلندي أندرو سويتمان، بعد اكتشافه الأوكسجين في أعماق المحيط بالصدفة، دون وجود نباتات تمتص ثاني أوكسيد الكربون وتزفر الأوكسجين.
وبحسب صحيفة “نيويورك بوست”، كان الفريق العلمي يأخذ عينات معدنية من قاع المحيط على عمق أكثر من 4000 متر، في مساحة قدرها 4.5 ملايين كيلومتر مربع من قاع البحر بين المكسيك في هاواي.
كشفت أجهزة الاستشعار انبعاثات أوكسجين غامضة المصدر، خلال دراسة الفريق العلمي لآثار المتغيرات عمق البحار على المعادن كالنيكل والرصاص وغيرها من الأحجار النادرة في القاع المظلم.
وأطلق سويتمان (أستاذ بيئة قاع البحر في الجمعية الاسكتلندية لعلوم البحار) على نظريته إسم “الأوكسجين الأسود” .
وبدت هذه الظاهرة مستحيلة نظراً إلى أن المنطقة عميقة جداً، ولا يمكن للضوء أن يخترقها، وبالتالي يعزز عملية “الكلوروفيل” أو التمثيل الضوئي، التي تقوم من خلالها النباتات بتحويل الماء وثاني أكسيد الكربون إلى أوكسجين وطاقة.
ومع ذلك، كان الأوكسجين يتوالد بسلاسة ودون تدخل الكائنات الحية، في ظاهرة لم تعرفها البشرية من قبل، لذلك ظن أن أجهزة الاستشعار معطلة، فأرسلها إلى الشركة المصنّعة التي أكدت أنها بحالة ممتازة.
وذكر أن كل الدراسات التي أجريت سابقاً في أعماق البحار أثبتت أن الظلام في الأعماق يستهلك الأوكسجين، وهذه المرة الأولى التي ينتج الأوكسجين من رحم الظلام.
وعلى مدار 6 أشهر، توصل سويتمان إلى خلاصة أن “الأوكسجين الداكن” ينتج من خلال عملية “التحليل الكهربائي لمياه البحر”، وهو ما يحدث عندما تنقسم مياه البحر إلى أوكسجين وهيدروجين أثناء وجودها بالقرب من شحنة كهربائية ما.
وكتب في دراسته أنه يلزم فقط 1.5 فولت لإجراء التحليل الكهربائي لمياه البحر، وهو نفس الجهد الذي تستخدمه بطارية لعبة أطفال، ما يشكل تحدياً كبيراً لكل التصورات السابقة لبدء الحياة على الأرض منذ حوالى 3.7 مليارات عام.