لم تكن السيدة البريطانية التي تدعى إستر شوبريدج، من محبي الذهاب إلى الطبيب العام دون سبب طارئ، إذ كانت تحرض دائما على الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية والمشي لمسافات طويلة، وتفتخر بلياقتها البدنية وحرصها المستمر على ممارسة الرياضة، إلا أنها لم تكن تعلم أن القدر يخبئ لها أخبارا سيئة بعد سنوات من الشعور بآلام مزعجة في الرقبة.
شوبريدج، التي كانت تعمل كأخصائية بصريات، والبالغة من العمر 59 عامًا، وتعيش شرق يوركشاير، بدأت الشعور بآلام الرقبة منذ سنوات، سعت خلالها للوصول إلى رأي طبي حاسم وطمأنها بأنه ليس شيئًا خطيرًا، إلا أن النصيحة التي حصلت عليها حينها هي العودة إلى المنزل وتناول مسكنات الألم والراحة حتى يخف الألم.
«ظل الوضع على ما هو عليه حتى اكتشفت الحقيقة المروعة»، هكذا قالت السيدة في قصتها التي نقلتها صحيفة «دايلي ميل» البريطانية، وذلك بعد أن كُسرت عظمة في رقبتها، وهو ما كان السبب الجذري لعذابها.
ولكن كانت هناك أخبار أسوأ كثيراً، فقد أخبرها الأطباء في المركز الطبي الملكي في نوتنجهام، أن الكسر كان بسبب إصابتها بسرطان الدم غير القابل للشفاء والذي من المؤكد أنه سيقتلها خلال خمس سنوات، الذي أطلق عليه اسم «المايلوما»، حيث انتشر في جميع أنحاء جسدها، مخلفا ملايين الثقوب في عظامها وجمجمتها وعمودها الفقري، ما جعلها معرضة بشدة لخطر أكبر من الضرر نتيجة أدنى انزلاق أو سقوط.
السيدة أكدت أنها اكتشفت لاحقًا أنه من المرجح أنه لو جرى التعامل مع مشاكل رقبتها على محمل الجد في مرحلة مبكرة، لكانت حصلت على علاج لمنع تلف العظام، ما يمنحها المزيد من الوقت للاستمتاع بنوعية حياة لائقة.
يصيب الورم النقوي المتعدد حوالي 4500 شخص سنويًا في المملكة المتحدة، معظمهم فوق سن 65 عامًا، ويتطور الورم النقوي المتعدد عندما يحدث تلف في الحمض النووي بنخاع العظام، المادة الإسفنجية الموجودة داخل العظام حيث تنضج خلايا الدم، بحسب التقرير.
يؤدي هذا الضرر إلى نمو خلايا غير طبيعية تفرز بروتينًا ضارًا يتسبب في كسر العظام بسهولة، وتختلف الأعراض، بداية من آلام العظام والتعب إلى تلف الكلى وآلام الأعصاب.
في حالة إستر، كان العطش الشديد، كما أدركت لاحقًا، أحد العلامات الأولى، وذلك لأن الورم النقوي المتعدد يهاجم الكلى أيضًا، مما يمنعها من إزالة الكالسيوم الزائد من مجرى الدم، ثم يزيد الجسم من تناول السوائل بشكل كبير في محاولة لطرد الكالسيوم.
«بدأ الأمر بشعوري بضعف غريب ودوار، وعدم قدرتي على المشي لمسافات طويلة كما كنت أفعل عادة، أو الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية بقدر ما كنت أفعل عادة، ثم أصبت بعطش لا يصدق وبدأت في فقدان الوزن، كما كنت أعاني من الأرق والالتهابات المنتظمة»، هكذا وصفت السيدة الأعراض التي أصابتها.
وبحسب البروفيسور جراهام جاكسون، أخصائي النخاع العظمي في مؤسسة مستشفيات نيوكاسل التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية، فإن النخاع العظمي يستنزف القوة من عظامك، لذا فإن إستر تسببت في المزيد من الضرر بسبب التأخير في تشخيص حالتها، ومع النخاع العظمي، يمكن أن تعيش لمدة تصل إلى 15 عامًا إذا شُخص المرض مبكرًا».