كجزء من الحملة ضد الإجرام والإرهاب في دولة السلفادور، نشرت حكومة البلاد مجموعة من الصور تكشف أوضاع السجناء داخل المنشأة العقابية التي تستوعب 40 ألف نزيل من أفراد العصابات والمنظمات الإجرامية.
ويعد احتجاز هؤلاء جزءاً من حملة الرئيس السلفادوري نجيب أبو كيلة، على الجماعات الإجرامية التي تغرق بلاده بالمخدرات وحروب الشوارع، والتي أسفرت خلال عامين عن اعتقال أكثر من 70 ألف مذنب.
بحسب تقرير لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية، لم يتنفس أي سجين دخل إلى “مركز حبس الإرهاب” في مقاطعة تيكولوكا، الهواء الحر مرة أخرى، بل يعيشون في أكثر الظروف لا إنسانية.
وظهر في الصور عشرات السجناء حليقي الرؤوس وعاري الصدور، وقد لونت أجسادهم الوشوم المخيفة، ولا يرتدون إلا ملابس داخلية، مع تكبيل أيديهم بالأصفاد إلى الخلف أو إلى أعلى الرأس، إضافة إلى تكبيل أرجلهم أيضاً.
ويتم اقتياد السجناء إلى زنزانات ضيقة تحت ضوء صناعي قاسٍ مع التهديد المستمر بالتعذيب حتى الموت، حيث ظهروا في إحدى الصور، مجموعين داخل حافلة نقل ورؤوسهم إلى الأمام وأيديهم مقيدة خلف ظهورهم.
وفي صورة أخرى جلسوا في وضع القرفصاء بطابور طويل، بينما تميل رؤوسهم إلى الأمام، بشكل شبه متلاصق مع بعضهم البعض، والحراس المدججون بالسلاح يراقبونهم بانتباه وحذر شديدين.
أما الصورة الأكثر قساوة فيظهر فيها السجناء وهم يجلسون القرفصاء على أرضية باحة ضخمة مبللة بالمياه وأيديهم على رؤوسهم بينما يقوم الحراس بتقييم الوضع.
افتتح السجن العقابي الأضخم في أمريكا اللاتينية خلال شهر يناير 2023، وتجاوز عدد نزلائه في فبراير 2023، الـ2000 سجين من أعضاء العصابات، وفقاً لمصادر الصحيفة.
واعتباراً من 11 يونيو الجاري، بلغ عدد نزلائه 14.5 ألف نزيل، يضطرون إلى تناول وجباتهم المكونة من الأرز أو المعكرونة أو البيض المسلوق عن الأرض وبأيديهم بدلاً من الأواني، التي يخشى الحراس أن تتحول إلى أسلحة فتاكة.
كما لا يُسمح للسجناء بالخروج من زنزاناتهم إلا لمدة نصف ساعة كل يوم، إضافة إلى منعهم من استخدام أي أوزان إلا وزن الجسم لممارسة الرياضة.
وبحسب الصحيفة، يطلق نشطاء حقوق الإنسان على هذا السجن إسم “الثقب الأسود لحقوق الإنسان” ويشبهونه بمعسكرات الاعتقال التابعة للنازيين، بينما أكد مفوض حقوق الإنسان في السلفادور أن السجناء في “حالة جيدة” ويتم احترام حقوقهم.