رغم تأخرها في التمتع بالإنترنت فإن قبيلة «ماروبو» النائية بالأمازون لم تر فيه إلا الجوانب السيئة، ما تسبب في انقلاب حياتهم رأساً على عقب بعد 9 شهور من وصوله إليهم، وظهرت آثاره السلبية في إدمان الأفلام الإباحية ومواقع التواصل الاجتماعي وعدم الذهاب إلى العمل وأصبح الشباب كسالى.
وتمكنت القبيلة المنعزلة في منطقة الأمازون من الاتصال بالإنترنت، بسبب إيلون ماسك، لكن تواصلها الاجتماعي تمزق، وفقاً لشكوى كبار السن.
وانقسمت آراء القبيلة بشدة بسبب وصول خدمة «ستارلينك» الخاصة قبل تسعة شهور، والتي ربطت مجتمع الغابات المطيرة النائية على طول نهر إتوي بالإنترنت للمرة الأولى بسبب ما نتج عنه من أفعال وأعمال.
وقال ألفريدو ماروبو أحد أفراد القبيلة: «العديد من شباب ماروبو شاركوا مقاطع مخلة بالآداب في محادثات جماعية، وارتفع السلوك العدواني بين أفراد القبيلة».
وأكد، أن جميع أفراد القبيلة مرتبطون ببعضهم لدرجة أنهم في بعض الأحيان لا يتحدثون حتى مع أسرهم.
ويعمل إنترنت «ستارلينك» عن طريق توصيل هوائيات ب6000 قمر صناعي منخفض المدار.
تم التبرع بالهوائيات اللازمة للقبيلة من قبل رجل الأعمال الأمريكي أليسون رينو.
في البداية، تم الإعلان عن الإنترنت باعتباره أمراً إيجابياً للقبيلة النائية التي تمكنت من الاتصال بسرعة بالسلطات للمساعدة على حالات الطوارئ، بما في ذلك لدغات الثعابين التي قد تكون مميتة.
وقال إينوك ماروبو، 40 عاماً من أفراد القبيلة: «أنقذت هذه العملية أرواحاً كثيرة».
ويستطيع الأعضاء مشاركة الموارد التعليمية مع قبائل الأمازون الأخرى والتواصل مع الأصدقاء والعائلة الذين يعيشون الآن في مكان آخر.
وفتح أيضاً عالماً من الإمكانات لشباب ماروبو، الذين لم يتمكن بعضهم من تصور ما يكمن خارج محيطهم المباشر.
وقالت إحدى المراهقات بالقبيلة: «أحلم الآن بالسفر حول العالم»، بينما تقول أخرى: إنها تطمح إلى أن تصبح طبيبة أسنان في ساو باولو.
ومع ذلك، اشتكى معظم أفراد القرية الذين يعتمدون على الصيد والزراعة من الجوانب السلبية الكبيرة، مؤكدين أن الإنترنت غيّر الروتين كثيراً لدرجة أنه أصبح ضاراً.
وقال تاماسي ماروبو، 42 عاماً: «يحافظ عدد قليل من الشباب على تقاليدنا والآخرون يريدون فقط قضاء الوقت بأكمله على هواتفهم».
وأظهر زعماء ماروبو، خوفاً من احتمال فقدان التاريخ والثقافة التي يتم تناقلها شفهياً إلى الأبد، فقد أصبح لديهم الآن إمكانية وصول محدودة إلى الإنترنت لمدة ساعتين كل صباح، وخمس ساعات كل مساء، وطوال يوم الأحد.
وقال كايبا ماروبو، والد طفل: «أشعر بالقلق من أن أطفالي يلعبون ألعاب إطلاق النار العنيفة من منظور الشخص الأول».