طالما اعتبرت الميكروبات أولى أشكال الحياة في الأرض. وقد جرى تتبع أقدم الأمثلة المعروفة على الصخور، التي يبلغ عمرها 3.95 مليار سنة، ولم تظهر الحياة الحيوانية إلا بعد مرور مليارات السنين.
ومؤخراً أثبتت نتائج الدراسات العلمية، أن أقدم الكائنات البرمائية التي كانت تمشي على الأرض تسمى «تيكتاليك» وهي مكونة من جزء منها كالسمك، وجزء منها كالضفدع، وجزء كالتمساح، وكان تيكتاليك خلد الماء في الحقبة الديفونية، حيث كان يعيش في المياه الضحلة منذ نحو 375 مليون سنة. واكتشف هذا النوع في كندا عام 2004، ويعتبر رابطاً انتقالياً مهماً بين الفقاريات المائية وأول الحيوانات البرية.
ويتميّز تيكتاليك بأضلاعه القادرة على دعم جسمه، ورئتيه، وعنقه المتحرّك، وعيناه أعلى رأسه مثل التمساح، وبسيقان بدائية، تطوّرت في منتصف الطريق من الزعانف، ما سمح لها بدفع نفسها على طول مجاري الأنهار. ومع ذلك، ربما لم تكن أرجله تتمتع بنطاق الحركة المطلوب للمشي على الأرض بشكل دائم.
وأظهرت الدراسات، أنه بينما كانت الفقاريات مثل تيكتاليك، تكافح من أجل الانتقال إلى الأرض، فقد تفوّق عليها نوع من الدودة الألفية المعروفة باسم «بنومودسمس»، والتي عاشت منذ نحو 428 مليون سنة.
وبطول سنتيمتر واحد فقط، كانت الدودة «بنومودسمس» أول مخلوق نعرفه يعيش بالفعل على الأرض. وهذا يجعله أقدم مخلوق يتنفس الهواء نعرفه، حيث يُعرف بفتحات التنفس الصغيرة على الجزء الخارجي من جسمه. وعلى هذا النحو، يجب اعتبارها واحدة من أكثر تجارب الطبيعة نجاحاً، ما مهّد الطريق لجميع الحيوانات البرية في المستقبل.