على الرغم من الطفرة التي أحدثها مجال الذكاء الاصطناعي في كافة المجالات، إلا أنّه تسبب في اعتقال عالم الهيدرولوجيا الروسي ألكسندر تسفيتكوف، بعد أن تسبب هذا الذكاء في تحديد وجه العالم الروسي ليتطابق بنسبة بنسبة 55% مع وجه صورة لقاتل رسمه أحد الشهود قبل 20 عامًا.
وبحسب موقع «oddity central»، يعيش ألكسندر تسفيتكوف، العالم في معهد بيولوجيا المياه الداخلية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، كابوسًا طوال الأشهر العشرة الماضية، بعدما تم إنزاله من طائرة في فبراير الماضي، بعد رحلة عمل إلى كراسنويارسك، وأُبلغ أنه تم التعرف عليه باعتباره صاحب سلسلة من جرائم القتل منذ أكثر من 20 عامًا.
وادعى المحققون أنه وشريكه المزعوم قتلا شخصين على الأقل في موسكو في غشت 2002، متجاهلين شهادات العديد من العلماء بأن «تسفيتكوف» كان معهما وقت ارتكاب جرائم القتل، واستندوا على نظام مدعوم بالذكاء الاصطناعي قد وجد تطابقًا بنسبة 55% بين «تسفيتكوف» والرسم الذي رسمه أحد الشهود منذ أكثر من عقدين من الزمن.
وكانت جرائم القتل التي اتهم بها العالم الروسي، قد وقعت في الثاني من غشت عام 2002، تمثلت في مقتل رجل بعد مشاجرة مع المشتبه به تحت تأثير المخدرات، وفي تلك الليلة نفسها، قاموا بسرقة امرأة تبلغ من العمر 64 عامًا، قبل أن يهاجموا أخيرًا ويقتلوا امرأة أخرى ووالدتها البالغة من العمر 90 عامًا بحجة رغبتهم في استئجار شقة.
شريك «تسفيتكوف» المزعوم، الذي تقدّم واعترف بارتكاب جرائم القتل، تقدم وأدلى بشهادته التي تضمنت العديد من المشكلات، إذ ادّعى أنّ العالم الروسي كان بلا مأوى معه في موسكو، وكان يشرب الكحول، ويدخن نصف علبة سجائر يوميًا، خاصة وأنّه لا يشرب الخمر ولم يدخن سيجارة في حياته كونه يعاني مشكلات في الرئة، كما قال إنّ «تسفيتكوف» كان لديه وشم دائري على أصابعه ونمط سلتيك مرسوم على يده اليسرى، لكن أقارب العالم الروسي يقولون إنّه لم يكن لديه أي وشم على الإطلاق.
وكان العديد من زملاء ألكسندر العلماء، قد أدلوا بشهادتهم أنّه كان معهم على بعد مئات الكيلومترات من المكان الذي وقعت فيه جرائم القتل، لكن السلطات لم تأخذهم في الاعتبار، ويُزعم أن عالم الهيدرولوجيا أُجبر على كتابة اعتراف تراجع عنه فيما بعد، وقضى الأشهر العشرة الأخيرة خلف القضبان، بينما حاولت عائلته يائسة إخراجه.
وعلى الرغم من الأدلة الكثيرة التي تُبرئ «تسفيتكوف» من قضايا القتل، اختارت السلطات الروسية الثقة في البرامج التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، بعدما وجدت أنّ مظهر عالم الهيدرولوجيا مطابق لمظهر القاتل المطلوب بنسبة 55%، وهو ما يبدو كافيا لتبرير سجنه.
وتصدّرت قضية ألكسندر تسفيتكوف عناوين الأخبار في روسيا منذ أشهر، بعد حملة تطالب بالإفراج عنه، فضلاً عن تدخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنفسه، ليتم إطلاق سراحه في وقت سابق من هذا الشهر، ومع ذلك؛ لم يتم إسقاط التهم الموجهة إليه بعد، لذا فهو لم يخرج بعد من السجن.