وتعد الدراسة الأولى من نوعها التي تقدم دليلاً واضحًا على أن موجات الدماغ وأنماط النشاط لدى المرضى الذين يعانون من السكتة القلبية ترتبط بأنواع التجارب المروية للرؤى الواضحة، وذكريات الحياة، والأحاسيس خارج الجسم.
وقاد سام بارنيا طبيب العناية المركزة والأستاذ في قسم الطب الصحي في لانجون بجامعة نيويورك، الدراسة التي استمرت لعدة سنوات والتي شهدت مراقبة الباحثين لإجراءات الإنعاش القلبي الرئوي لأكثر من 500 مريض في 25 مستشفى حول العالم بين عامي 2017 و2020.
وباستخدام قراءات مخطط كهربية الدماغ، لاحظ الباحثون خلال الدراسة التي نشرت في المجلة الطبية (Resuscitation)، فترات من الوعي المرتفع لدى عشرات المرضى، وبعضها يحدث بعد ساعة من الإصابة بأزمة قلبية.
وأظهر عدد من الأشخاص، الذين كانوا في خضم الأزمات القلبية، والتي كانوا خلالها ميتين أو قريبين من الموت لفترة من الوقت، علامات ملموسة على الوعي الواضح للغاية، وفق صحيفة “نيويورك بوست”.
قال الدكتور بارنيا: “على الرغم من أن الأطباء اعتقدوا منذ فترة طويلة أن الدماغ يعاني من ضرر دائم بعد حوالي 10 دقائق من توقف القلب عن إمداده بالأكسجين، إلا أن عملنا وجد أن الدماغ يمكن أن يظهر علامات التعافي الكهربائي لفترة طويلة خلال عملية الإنعاش القلبي الرئوي المستمرة”.
وتوفي معظم المرضى الذين تمت مراقبتهم خلال فترة الدراسة في نهاية المطاف، وتم إنعاش 53 منهم فقط بنجاح.
ومن بين هؤلاء، أفاد 11 شخصًا أنهم شعروا ببعض الوعي بعد توقف قلوبهم، بينما قال ستة إنهم مروا بتجربة الاقتراب من الموت من نوع ما.
ويتذكر أحد المرضى رؤية والده بينما سمع آخر صوت جدته وهي تقول له “عليك العودة”. بينما رآى آخر يرى نفسه واقفا بجانب جسده الهامد في سرير المستشفى، وكان ثالث محاطًا بالظلام لكنه شعر بشخص يمسك بيده.
وبحسب أحدهم: “”لم أعد في جسدي. لقد طفت بدون وزن أو لياقة بدنية. كنت فوق جسدي وتحت سقف غرفة العلاج المكثف مباشرة. لاحظت المشهد الذي كان يحدث أسفل مني… أنا، الذي لم أعد الجسد الذي كان لي قبل لحظة واحدة فقط، وجدت نفسي في وضع كان… أكثر ارتفاعًا. لقد كان مكانًا لا علاقة له بأي نوع من الخبرة المادية”.
وروى مريض آخر كيف أنه دخل إلى نفق بينما كان يشعر “بالسلام الشديد” الذي كان “هادئًا للغاية وهادئًا مع قدر لا يصدق من السكينة”.
وادعى مريض خرج من غيبوبة أنه كان قادرًا على سماع شريكته وابنه يتحدثان إليه بينما كانا فاقدًا للوعي.
وتشير الدراسة إلى أن هناك فترة بين الحياة والموت يتم فيها اختبار “أبعاد جديدة للواقع”، كما قال الدكتور بارنيا وزملاؤه في الدراسة.
ويبدو أن هذه الأبعاد تشمل “أفكار الناس الأعمق – جميع الذكريات والأفكار والنوايا والأفعال تجاه الآخرين من منظور أخلاقي ومعنوي”.
وقال الدكتور بارنيا إن تجاربهم كانت ذات مستوى عالٍ من الوعي لم يسبق لهم أن شهدوه من قبل، مع أفكار أكثر وضوحًا من أي وقت مضى.
وتحدث أحد المشاركين في الدراسة عن “كائن من نور” يقف بالقرب منه، “يلوح فوقي مثل برج عظيم من القوة”. وبينما كان يشع “الدفء والحب”، قال إنه استعرض لمحات من حياته من وجهة نظر من حوله.
وتابع: “لقد رأيت عواقب حياتي، الآلاف من الأشخاص الذين تفاعلت معهم وشعرت بما شعروا به تجاهي، ورأوا حياتهم وكيف أثرت عليهم. وبعد ذلك رأيت عواقب حياتي وتأثير أفعالي.