الجزائر: “جيش الإنقاذ” يرفع راية العصيان في وجه معارضيه

بالرغم من ردود الفعل الغاضبة التي قوبل بها تنظيمه لجامعة صيفية في جيجل وإعلانه إطلاق مشروع حزب سياسي وتملص الحكومة والسلطات من خرجاته، إما تصريحا أو تلميحا، بعد أن أعلن الوزير الأول عبد المالك سلال أنه لا يحق له تكوين حزب، إلا أن “الجيش الإسلامي للإنقاذ” المنحل مصر على ما يبدو على المضي في مسار دخول المعترك السياسي من بابه الواسع.
وها هو التنظيم المسلح سابقا يرفع مرة أخرى راية العصيان في وجه معارضيه الذين يريدون تقزيم دوره وحرمانه من دخول الحياة السياسة بسبب دوره في محاربة الدولة في سنوات التسعينات، ولأن السماح له بدخول اللعبة السياسة سيكون مخالفة صريحة لمقتضيات المصالحة الوطنية التي وضع بموجبها أعضاء التنظيم السلاح، ونزلوا من الجبال والشعاب وعادوا إلى المجتمع.
بيد أن الطموحات السياسية للتنظيم كبيرة على ما يبدو، يوازيها كذلك دعم واضح من قبل تيار في السلطة يسعى كما يقول مراقبون للشأن الجزائري إلى استخدام المسلحين السابقين كورقة سياسية في المرحلة المقبلة من عملية إعادة تشكيل المشهد السياسي في البلاد.
قائد التنظيم، مدني مزراق، خرج مرة أخرى ليعلن أن أعضاء “جيش الإنقاذ” يحق لهم كما لغيرهم خلق إطار سياسي وأن التسوية التي توصلوا إليها مع الدولة تكفل لهم جميع حقوقهم المدنية والسياسية.
وإن كانت خرجات مزراق ورفاقه الإعلامية وتوالي الأنشطة العمومية التي ينظمونها، ومجرد فكرة تأسيسهم لإطار حزبي تثير موجة من الغضب لدى الكثيرين، فما بالك لو تحقق المشروع على أرض الواقع، فإن جرأة التنظيم تثير العديد من التساؤلات.
فبالرغم من كون مشروع رفاق مزراق يقابل برفض جزء من المجتمع الذي يحملهم المسؤولية في إراقة دماء الجزائريين، فضلا عن تصريح الوزير الأول عبد المالك سلال الذي أكد فيه عدم أحقيتهم بتشكيل حزب سياسي وأيضا معارضة جزء من مؤسسة الجيش وتأكيد العديد من الخبراء على أنهم يفتقدون السند القانوني للمضي في هذا المشروع، إلا أن قدماء “جيش الإنقاذ” مصرون على ضرب كل هاته الاعتراضات عرض الحائط.
مزراق رد على منتقديه، حتى ولو كانوا في أعلى مناصب المسؤولية، بأنهم مجرد أفراد معتبرا أن “الحق سيبقى لأصحابه” وأن “الجزائر تعيش مخاضا والكثير من الأمور ستتغير”.

إقرأ المزيد: سلال يرد على “جيش الإنقاذ” بخصوص تأسيس حزب سياسي
قائد التنظيم المسلح السابق أكد أنه سيقدم ملف اعتماد الحزب لدى وزارة الداخلية وينتظر الرد، على أن يسلك كل السبل القانونية في حال لم تتم الاستجابة لطلبه.

وفي حين يؤكد متابعون للشأن الجزائري أن مزراق يستمد جرأته من دعم جناح في السلطة له قد يكون عراب دخوله المعترك السياسي، تبقى هذه القضية تعد بالكثير من التشويق بعد أن بدأت ولربما تكتب فصول جديدة لمسرحية تحالف جزء من النظام مع “إرهابيي” الأمس لتحديد معالم المرحلة المقبلة في الجزائر.

اقرأ أيضا

الحرب على ليبيا في 2011

نواب بريطانيون ينتقدون دور بلادهم في الحرب على ليبيا في 2011

اعتبر نواب بريطانيون بلجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان أن الحرب على ليبيا في 2011 استندت إلى معلومات مخابراتية خاطئة ما عجل بانهيار ليبيا سياسيا واقتصاديا.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *