توصل سكان المدينة القديمة قبل أيام بتبليغات قضائية تنص على ضرورة شروعهم في الإجراءات اللازمة للانتقال إلى المساكن البديلة.
ووجد سكان المدينة القديمة في العروض المقدمة لهم، إجحافا في حقهم، بعدما خُصصت له مساكن في الطابق الرابع والسفلي، بمساكن خارج المدار الحضاري، في طريق مدينة الرحمة، حسب ما ذكره بعض السكان لموقع “مشاهد 24” خلال اللقاء به.
وأوضح هؤلاء السكان للموقع، أن الخوض في إجراءات السكن البديل، يقتضي دفع 20 مليون سنتيم، اعتمادا على القروض البنكية، في وقت لا يملك الكثير منهم، ما يسدون به حاجياتهم اليومية، في غياب عمل قار ومضمون.
كما أكد هؤلاء السكان، أن المساكن المعروضة عليهم، غير مشجعة نهائيا، حيث تتموقع في أماكن بعيدة عن مركز مدينة الدارلبيضاء، وبمساحات ضيقة، إلى جانب اقتصارها على الطابق الرابع والسفلي.
من جهة أخرى، يتخوف السكان من مصيرهم المجهول، أمام عجزهم عن تلبية نص التبليغات، القاضية بحتمية رحيلهم من المدينة القديمة، في حين رُحلت قبل سنوات قليلة، أسر عديدة مقابل سعر لا يتعدى 10 مليون سنتيم، إلى شقق ملائمة مقارنة مع الشقق المعروضة عليهم.
وفي السياق ذاته، قال هؤلاء السكان، إنهم سئموا اجترار معاناتهم وسط دورهم المهترئة، أمام عجزهم عن تخطيها لضعف إمكانياتهم المادية، ما اضطر جميع سكان بعدد من الأحياء فيها، مثل درب السينغال ودرب المعيزي ودرب الطليان وزنقة كلميمة، إلى التحايل على الوقع السكني الهش، عبر ركن أغراضهم البسيطة في زاوية من زوايا المنزل، تحسبا لأي طارئ ينجم عن تصدع منازلهم.
وفي ظل الفقر الذي تظهر بوادره بمجرد دخول هذه الأزقة ثم الانتقال إلى المنازل المتهالكة، يفيد السكان أنهم مجبرون على البقاء في المدينة القديمة بصرف النظر عن المشاكل المتضخمة وظروف العيش غير المحتملة، لغياب البديل والحل الملائم.
كما جدد هؤلاء السكان، التأكيد عن حاجتهم إلى تسوية عادلة، لملف إعادة إسكانهم، تنصف الأسر الفقيرة، وتسهل الإجراءات المعمول بها، للأسر القادرة على الخوض فيها.
ولا يغفل السكان، التذكير بأن مأساة انهيار منازلهم المتآكلة، تؤرقهم كلما استحضروها، خاصة بعدما عاشوا قصصا كثيرة مع الموت تحت ركام الحجارة، بفعل تقادم بنيان منازلهم وتشبعها بالرطوبة.