في اليوم الوطني للإعلام ..طنجة تكرم أربعين إسما محفورا في ذاكرة الجمهور المغربي

تحت زخات المطر، الذي كان يتهاطل بغزارة على مدينة طنجة، احتضن قصر البلدية، في جو يغمره الدفء، حفلا نظمته المنظمة المغربية للإعلام الجديد، بشراكة مع مجلس مدينة طنجة، بمناسبة اليوم الوطني للصحافة، تم خلاله تكريم حوالي 40 من رجال الإعلام ممن ساهموا في خدمة الصحافة بالمغرب، بمبادرة من أحمد إفزارن، وخالد مشبال، والدكتور الطيب بوتبقالت، وأمينة السوسي، وغيرهم.

في البداية استحضر جميع الحاضرين، خصال الفقيد أحمد الزايدي، الذي وافته المنية مؤخرا، في تلك الفاجعة المؤلمة، ووقف الكل لقراءة الفاتحة، ترحما على روحه الطاهرة.

وقبل تسليم تذكارات التكريم لرجال ونساء الإعلام  والفن المحتفى بهم، صدح صوت السوبرانو سميرة القادري، بمجموعة من الأغاني ذات الطابع الصوفي والروحي، فحلقت بالأسماع عاليا، وألهبت الأكف بالتصفيق، قبل أن تعتلي المنصة أجواق موسيقة أخرى، متنوعة الإيقاعات.

و علق أحد الحاضرين، منوها بمبادرة منظمي هذه التظاهرة الاحتفالية، التي جمعت في فضاء واحد، وتحت سقف قاعة واحدة، بين أهل الإعلام ونجوم الفن، “اعتبارا لما هذا الجمع بينهم من دلالة”، يضيف المتحدث، “فإذا كان الصحافي ملتصقا بهموم المجتمع وقضاياه، فإن دور الفنان لايقل أهمية عن ذلك، مادام يساهم في تشكيل وجدان الناس وتهذيب أذواقهم،وإغناء مدراكهم بقيم الجمال في أسمى معانيه”.

وتوالت على منصة التكريم، في حفل أبدعت الإعلامية المغربية، زهور الغزاوي، في تقديم فقراته، أسماء ووجوه وأقلام وأصوات، كثيرا ماارتبطت بالذاكرة الجماعية للجمهور، الذي عايشها لسنوات طوال، سواء عبر التلفزيون أو الإذاعة أو الصحافة المكتوبة، بما في ذلك ” جنود الخفاء” من التقنيين، الذين جرى تكريمهم أيضا إلى جانب النجوم.

البوعناني

تحت عاصفة من التصفيق، استقبل الحضور الصديق معنينو، الوجه التلفزيوني المعروف، والكاتب العام السابق لوزارة الإعلام،  الذي حرص على الإمساك بالميكروفون، جريا على العادة التي قال إنها مازالت متحكمة فيه، فتحدث بتأثر عن مسار الفقيد أحمد الزايدي، منذ بدايته في التلفزيون، إلى حين مغادرته له، منوها باحترافيته وسلوكه الطيب، واصفا إياه بأنه ” كان نقطة ضوء في الإعلام وفي السياسة”، ليختم كلمته بالقول :” ماأحوجنا إلى أمثال أحمد الزايدي”.

وبالمختصر المفيد، وكأنه يتكلم بلسان كل المحتفى بهم، تحدث الكاتب والشاعر عبد الرفيع الجواهري، صاحب القصائد التي تحولت إلى روائع غنائية، على حناجر المطربين، أمثال عبد الهادي بلخياط، في ” القمر الأحمر”، و” ميعاد”، والراحل محمد الحياني في ” راحلة”، فقال في جملة واحدة:” شكرا للمنظمة المغربية للإعلام الجديد التي أكرمتنا ونحن أحياء”، ثم عاد إلى مقعده، تغمره نظرات الإعجاب .

أما محمد البوعناني، الشاعر والوجه الإعلامي المشهور، والذي يعتبر بمثابة قاموس متحرك على قدمين فيما يخص عالم البحار، الذي تخصص فيه، لعدة عقود، إضافة إلى ثقافته الموسوعية العامة، فإنه استفاض في الحديث عن ذكرياته، بلكنته الشمالية المحببة، كواحد من أبناء مدينة أصيلة، مشيرا إلى ما لهذا التكريم من دور في الرفع من معنويات ” شيوخ الإعلام”، على حد تعبيره.

ولدى صعوده المنصة، أبرز الممثل المغربي صاحب  الصوت الجوهري المميز، محمد حسن الجندي، الذي قام بالمشاركة في مسلسلات وأفلام مغربية وعربية وعالمية، مثل ” الرسالة” للمخرج الراحل المرحوم مصطفى العقاد، أنه لايخفي سعادته، وهو يحظى بالتكريم في مدينة يعزها كثيرا، هي طنجة.

مندوب وزارة السياحة يسلم درع التكريم للزميل بوشعيب الضبار

وضمت لائحة المكرمين ايضا، عبد الحق بخات، الذي يدير أقدم صحيفة في شمال المغرب، والإعلامي التلفزيوني سعيد الجديدي، الذي اشتهر بتقديمه للنشرات باللغة الإسبانية، وأحمد قروق، صاحب برنامج ” ركن المفتي”، وخديجة البقالي، مديرة إذاعة تطوان، وفاطمة أقروط، مديرة إذاعة مراكش، ومن الصحافة ايضا، الحسين المجدوبي، و عبد العزيز الطريبق، والصحافي الفلسطيني محمد معروف، وإلى جانب كل هؤلاء وغيرهم، تم تكريم محبر هذه السطور.

وبسبب المرض، تعذر الحضور على كل من الاعلامي خالد الجامعي، والشاعر والإعلامي المهدي زريوح، والإعلامية فاطمة الوكيلي، الذين تم منحهم تذكار المنظمة المغربية للإعلام الجديد، في صنف الكفاءة الإعلامية.وسوف يسلم لهم لاحقا.

وعلى وقع معزوفات جوق الطقطوقة الجبلية، ووسط جو مفعم بالحماس، اختتم الحفل ، الذي رأى فيه أهل الإعلام  والفن  المحتفى بهم، أنه يؤكد، بما لايدع مجالا للشك، أن كل ماقدموه من جهد، على امتداد مسارهم المهني لم يذهب سدى، وان هناك من يقدره حق قدره، رغم اقتناع كل واحد منهم، أن واجبه هو تكريس نفسه في خدمة المجتمع، والبحث عن الحقيقة، دون انتظار أي جزاء عن ذلك، لكنهم يدركون في قرارة نفوسهم، ان مبادرة تكريم مثل هذه، سوف تحفزهم على المضي قدما في أداء الرسالة الملقاة على عواتقهم، بما يخدم المشهد الإعلامي في البلاد.

ـ في الصورة الأولي: عبد الرفيع الجواهري ومحمد حسن الجندي والصديق معنينو.

ـ في الصورة الثانية: محمد البوعناني وخالد مشبال، وزهور الغزاوي.

في الصورة الثالثة: تسليم تذكار الكفاءة الإعلامية لبوشعيب الضبار من طرف  مندوب وزارة السياحة في طنجة.

 

 

 

اقرأ أيضا

مكسيكو.. مشاركة مغربية في مؤتمر دولي حول حماية البيئة

شارك الأمين العام لحزب الخضر المغربي ورئيس أحزاب الخضر الأفارقة، محمد فارس، مؤخرا بمكسيكو، في مؤتمر دولي حول حماية البيئة.

الجزائر

أليس لجنرالات حكم الجزائر من يُصحِّيهم

إنه إعصارٌ اندلع هُبوبًا على الرُّقعة العربية من هذا العالم، له جذورٌ في “اتفاقيات سايكس بيكو”، ولكنه اشتدَّ مع بداية عشرينات هذا القرن وازداد حدة في غزة، ضد القضية الفلسطينية بتاريخها وجغرافيتها، إلى أن حلَّت عيْنُ الإعصار على سوريا، لتدمير كل مُقوِّمات كيانها. وهو ما تُمارسُه إسرائيل علانية وبكثافة، وسبْق إصرار، نسْفًا للأدوات السيادية العسكرية السورية.

مجلس الأمن.. بلينكن يشيد بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي

سلط وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الضوء أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، على إطلاق المغرب والولايات المتحدة لمجموعة الأصدقاء الأممية بشأن الذكاء الاصطناعي، بهدف تعزيز وتنسيق الجهود في مجال التعاون الرقمي، خاصة فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *