أحداث 16 ماي الأليمة
سعاد البكدوري الخمال مع ابنتها

الخمال: يجب الحفاظ على ذكرى أحداث 16 ماي الأليمة حتى لاننسى

قالت سعاد  البكدوري الخمال، إن أحداث 16 ماي الأليمة التي هزت الدار البيضاء سنة 2003، وأودت بحياةالعديد من المواطنين الأبرياء، من بينهم زوجها المحامي الخمال وابنها الطيب الطالب، حولت حياتها العائلية إلى أشلاء، على حد تعبيرها، كما حولت حياة عائلات ضحايا  التفجيرات الإرهابية إلى مأساة حقيقية.

وأضافت رئيسة جمعية ضحايا 16 ماي،  بنبرة يطغى عليها التأثر، في تصريح لموقع ” مشاهد24″، عبر الهاتف، “إن اليوم 16 ماي 2016 يسجل مرور 13 سنة على ذلك الحادث المفجع، بكل ما في الكلمة من معنى، ولايمكن ان ننسى خلالها أزواجنا وأولادنا وأقاربنا الذين راحوا ضحية الإرهاب في ذلك اليوم المشؤوم.”

وحرصت المتحدثة ذاتها على التأكيد على أن عائلات ضحايا تفجيرات 16ماي، التي هزت العاصمة الاقتصادية للمملكة، تعلمت  مع مرور السنوات، أن تتعايش مع الألم  والحزن، مشيرة في نفس الوقت، إلى أنها تمكنت من تعليم أبنائها وإكمال دراستهم، وكل ماترجوه هو أن يكبروا بدون أعطاب نفسية، دون ضغينة أو كراهية، بعد  تربيتهم على الأمل والحب والتعايش.

وكانت الخمال تتحدث، وهي بصدد إحياء برنامجها اليوم كرئيسة لجمعية لضحايا 16 ماي الإرهابية،  الذي يتضمن العديد من الأنشطة  المقامة في الدار البيضاء ، تحت  شعار    ” حتى لا ننسى “.

ويشتمل   البرنامج، وفقا للخمال، وفي إطار التربية على القيم، الذي تقوم به الجمعية منذ مدة، على نشاط تربوي  بالتعاون مع عدد من المؤسسات التعليمية، من بينها الثانوية الإعدادية سيبويه ( نيابة آنفا) بمشاركة تلاميذ من الثانوية التأهيلية الطيب الخمال، والثانوية الإعدادية بدر ، بتأطير من طرف أعضاء الجمعية و الأطر التعليمية.

ونوهت الخمال بالروح الحماسية التي أبان عليها التلاميذ، الذين ابوا إلا أن يشاركوا في إحياء الذكرى ببرنامج ثقافي وفني متنوع، تجاوبا مع الجمعية، زاخر بالأنشطة الفنية والعروض المسرحية والورشات التشكيلية، والتي تصب كلها في المنحى الذي يخدم محاربة التطرف والعنف.

وإضافة إلى كل هذه الفقرات، يتضمن البرنامج أيضا، وفق الخمال، و قفة عند النصب التذكاري بساحة محمد الخامس، في قلب مدينة الدار البيضاء، ” وقد اعتاد الناس، من مختلف الفئات ، أن يحضروا إلى هذه الوقفة، بكل صدق وعفوية، حرصا منهم على إحياء ذكرى أحداث 16 ماي، بما عرف عنهم من خصلة الوفاء”.

ولم يفت الخمال التي سبق لها أن أصدرت كتابا عن تجربتها، بعنوان ” قبل الآوان”، أن تؤكد على ضرورة إبقاء ذكرى أحداث 16 ماي حية في الذاكرة، ” ليس لنستجدي الدموع”، حسب تعبيرها، وإنما للحفاظ عليها من النسيان، حتى لايتكرر ماحدث، مشيرة إلى أن خطر الإرهاب يظل دائما قائما، ” وأننا لسنا في منأى منه”، وقد استشهدت بتوقيف المواطن التشادي “الداعشي” يوم الجمعة الماضي، في مدينة طنجة، منوهة بالسياسة الاستباقية  للأجهزة الأمنية، وتفكيكها للعديد من الخلايا الإرهابية.

الخمال

يذكر أن الخمال كتبت اليوم تدوينة على حائطها الفايسبوكي، كلمة مؤثرة، موجهة إلى زوجها، مرفوقة بصورته: “آخر مرة سمعت فيها صوتك وتكلمنا عبر الهاتف كان يوم الجمعة السوداء 16 ماي 2003 ، ساعتان قبل أن يمزق إرهابيون و بعنف شديد حياة زوجين ، حياة أسرة ، أسرتنا . لم يعد شيء كما كان قبل سوى العيش على الذكريات وقضاء بعض الوقت مع أصدقاء ظلوا أوفياء ، و قبرين و السفر لزيارة صفاء التي كنت تحبها بقدر حبك للطيب ، ابننا الذي التحق بك بعد أسبوع . الله يرحمكما . احبكما “.