خلف تصريح رئيس الحكومة المغربية، حول ذكر الاقتطاع من الأجور في كتاب الله ردود فعل غاضبة لدى بعض القياديين النقابيين الذين رأوا في ذلك بمثابة إقحام بنكيران للقرآن في غير محله تماما، وذلك في تصريحات أدلوا بها لموقع ” مشاهد 24″، صباح اليوم، عبر الهاتف.
وفي هذا السياق، عبر السيد عبد الرحمان العزوزي، الكاتب العام للفيدرالية الديمقراطية للشغل، عن أسفه لما أسماه ب”استغلال الدين” في أشياء لا علاقة لها بالموضوع.
للمزيد:بالفيديو. بنكيران: الاقتطاع من أجور المُضربين مذكور في القرآن
وقال العزوزي، إن الركوب على مثل هذه الأمور لايعالج المشاكل المطروحة للنقاش أبدا، بل ان المسؤولية تقتضي التعامل مع مثل هذه الملفات بالجدية اللازمة، بعيدا عن مثل هذه الاجتهادات التي تمس بالقرآن الكريم.
ودعا الكاتب العام للفيدرالية الديمقراطية للشغل، رئيس الحكومة، إلى تجنب مثل هذه الخرجات، التي لاتلامس عمق القضايا، وإنما تدخل الأطراف المعنية في متاهات و”أمور لاداعي لها”.
وعبر السيد الميلودي موخاريق، الكاتب العام للاتحاد المغربي للشغل، عن رفضه الدخول في هذا الجدل، الذي وصفه ب”العقيم”، مضيفا أن عبد الإله بنكيران، يمكن له أن يقول ما شاء.
وكشف الكاتب العام لأعرق تنظيم نقابي في المغرب ان هناك محطة نضالية اخرى في الطريق، بعد شن المركزيات النقابية للإضراب العام يوم 24 فبراير الماضي، مشيرا إلى أن طبيعة الخطوة اللاحقة سوف يتم الإعلان عنها، بعد اجتماع للكتاب العامين للنقابات سوف ينعقد قريبا.
أما السيد محمد نوبير الأموي، الكاتب العام لكونفيدرالية الديمقراطية للشغل، فاعتذر لموقع ” مشاهد 24″ عن الإدلاء بتصريح في الموضوع، بحجة أنه لايسمع التلفون جيدا، في حين لم نتمكن من تسجيل رأي السيد محمد كافي الشراط، الكاتب العام للاتحاد للشغالين في المغرب، الذراع النقابي لحزب الاستقلال، لكونه طريح الفراش في المستشفى العسكري بالرباط.
إلى ذلك، انتقد السيد سعيد لكحل، الباحث في الحركات الإسلامية، بشدة ما وصفه ب” الاستغلال البشع للقرآن الكريم، واستعماله ك”أداة للتسلط والابتزار، ولقمع النضالات النقابية وترهيب الطبقة العاملة”، حسب تعبيره.
واعتبر لكحل أن بنكيران يلتجيء اليوم إلى توظيف القرآن الكريم للاقتطاع من أجور المضربين، وغدا قد يدعي ان القرآن يحرم الإضراب، وفي ذلك إخراج لكتاب الله من السياق الذي أنزل من أجله، وهو الإيمان والهداية وليس التسلط .