يتغامزون ويحزنون!

غزلان جنان
وجهات نظر
غزلان جنان5 فبراير 2014آخر تحديث : منذ 10 سنوات
يتغامزون ويحزنون!
يتغامزون ويحزنون!
ac347702ca3ad0f96bcae571a150c1fc - مشاهد 24

حين كان الكلام من فضة كان السكوت من ذهب.. وأي سكوت ذاك الذي //تخشع له الأبصار بين نسمات ليلة باردة وقطرات الندى فيها، تلسع وجوه الأجداد وتشهد صبرهم في نصب الكمائن لجنود فرنسية ومبيتهم ليال طوال بعيدا عن أهاليهم وأطفالهم وزوجاتهم.
كل هذا والقناعة بعد العسر يسر، بعد ليلة كان مزاجها سلسبيلا، وعطرها من نوفمبر ليلة قامت لها الدنيا حاشدة، النساء بعد الأخيار، في انتفاضة زلزلت لها الجبال فصرخوا بأعلى صوت أخرجوا من عزنا.. أخرجوا من طيفنا.. فصدقوا وخرج الأغراب وهامت أطيافهم بين الزغاريد وبين أحلام أجداد لا تسأل عن الغيب ولا تسأل المنجمين عن مفاهيم فرنسية .
.. سكتت لبرهة تتأمل وتسأل، إذا هم لا يردوننا بينهم بالأسلحة والطائرات، لهم هذا، سنكون بينهم ببدلات راقية نجول ونصول في أزقتهم، نبني المصانع وننشر الثقافات، سنثمل ونحتفل بقرع كؤوس ملؤها الذهب الأسود، كؤوس متعجرفة حرفت أحلام الأجداد وفتحت الأبواب للأغراب وها هم يتهامسون ويتغامزون فلا يحزنون.
وأين نحن من كل هذا؟ نحن نزهوا بالكلام، لأن الكلام في وطني مجاني، ولأننا لا نحب غير مداخيل حاسي مسعود، فعلى مثل هذا تتنافس بعض الشركات لتجعل من كثرة الكلام في السياسة، أما في كثرته عن الحب هوس وطلاقات، وما يهمه هو مدير شركة تدر المال عليه وأولاده.. أرباح تتهاطل على الشركاء الذين نعرفهم والذين لا نعرفهم، أما انتحارنا فلا يهم في شيء.
..سنكتب لكم لا تتنافسوا على أنقاضنا، فما الكلام إلا دساس، وما الأخبار إلا حقائق نكتبها ليل نهار، ونصرخ كل يوم أين أنتم؟ أين صدق السيف في حده بين الجد والهزل، حقائق يصرخ لها أطفال فلسطين إياك يا جزائر.. إياك أن تنسي فلسطين.. إياك أن يضحكوا عليك بمهازل المؤسسات والشراكات، نحن نحبك يا جزائر ونريد أن نرى استقلالك، فما أجملك يا قدس وأنت تحبنا، وما أجملك يا وطني والكلام فيك عن الشيء واللا شيء حتى إذا ما فرغت من الكلام.. ويا مسعود ابحث لنا على من يشتري الحدود.
ت-أمين
..والله، يا أمين، نحن لسنا بحاجة لمسعود يبحث لنا عن من يشتري الحدود، والعياذ بالله، وإنما نحن بحاجة إلى “مساعيد” وسواعد تحرس لنا الحدود وتدافع عنها ولا تفرّط في شبر منها.. إنّنا بحاجة جميعا إلى “تغنانت” الأجداد تعيد لنا كبرياء الأسياد، وبعدها نعم: الكلام من فضة والسكوت من ذهب!
صدقت يا أمين، إنهم الآن وهم متعوّدون على ذلك، يتهامسون، يتغامزون ويتفرجون حتى لا يحزنوا، وعليه ليس جديدا علينا وعليكم، لو تصدّينا وتحدّينا “دخلاء” أعداء، دخلوا مستعمرين وخرجوا منهزمين، ثم عادوا ودخلوا مستثمرين، يدهم على “الزناد” وعينهم على “الغنيمة”، لكن عقلهم وقلبهم لا يأتمن أبدا لجزائريين يعيشون بالنيف والخسارة والزلط والتفرعين!
“الشروق” الجزائرية

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق