هذا هو المنزل التقليدي الذي زاره محمد السادس بـ”سيدي بوسعيد” فاُعجب به

هي مدينة لا تشبه غيرها بتونس، فجميع جدران بيوتها وأزقتها مصبوغة باللون الأبيض، أما الشبابيك والأبواب فقد اختير لها اللون الأزرق، من دون شك هذه المواصفات تنطبق كليا على “سيدي بوسعيد”. الزائر لتلك المدينة، يشعر وكأنه دخل فجأة للوحة زيتية مضيئة بألوان فاقعة.

سميت “سيدي بوسعيد” بهذا الاسم، نسبة للولي الصالح أبو سعيد بن خليف بن يحي الباجي، الذي كان يعيش فيها في أوائل القرن الثالث عشر، بعد أن انقطع فيها عن العالم من أجل العبادة، قبل أن يدفن فيها ويزوره إلى الآن الكثير من الناس لقراءة الفاتحة على روحه.

للوصول إلى هذه المدينة التي تبعد 20 كيلومترا عن تونس العاصمة، ظلت عجلات سيارتنا تلف بنا يمينا وشمالا، صعودا ونزولا زهاء نصف ساعة، مرروا بمدارات جبلية ضيقة، فيما كنا نترقب ما سنواجهه وراء تلك الجبال،  مرت الدقائق لنلج بعدها لـ”سيدي بوسعيد” على أنغام موسيقية هادئة، كانت تمتزج مع روائح الأطعمة التونسية الشعبية.

وسط هذه المدينة التاريخية، التي يبلغ عمرها أكثر من 500 سنة، لفت انتباهنا منزل أثري، عمره يفوق المائة سنة، شامخ في مكانه، يحوي داخله مجموعة من القطع الأثرية التي تعكس هوية هذه المدينة البحرية، والأواني المزخرفة، واللحافات التقليدية، والزرابي المنسوجة بالآلات اليدوية.

صاحب المحل بابتسامته وتواضعه، دعانا لزيارة المنزل، كي نقتني منه تذكارا معين.. بمجرد أن علم أنا جئنا من المغرب، قال “أهلا بالمغرب أنتم حبايبنا..”ليردف، “عندما زار الملك محمد السادس تونس في السنة الماضية، لم يفوت فرصة المجيء إلى سيدي بوسعيد، لقد تعلق بالمكان، ولاسيما بهذا المنزل القديم”.

20151116_101051

يتكون هذا المنزل من طابقين، الأول وضعت فيه الأنسجة والحلي التقليدية، أما الطابق الثاني فهو يحوي مجموعة من القطع النادرة، وبعض المنحوتات، “لقد تقدم إلى هذه الدار بخطوات متمهلة، وأنا أتسائل أين رأيت هذا الرجل الذي يضع نظارة شمسية سوداء.. يقول صاحب المحل في تصريح لـ مشاهد24، ثم يستطرد “كان الملك محمد السادس يتجول بدون بروتوكول، وقبل أن أقوم بدعوته إلى الدار الأثرية، دخل وردد السلام، لأتأكد بعدها أنه ملك المغرب، لقد كان في منتهى اللطف والأدب، وقد قدمت له هدية بسيطة قبل بها وهو يبتسم، ووعدني أنه سيزورني في مناسبة أخرى”.

20151116_095929

خرجنا من هذه الدار الرائعة، لتستقبلنا بعدها  الطبيعة الخضراء، التي تخترقها بين الفينة والأخرى منازل بسيطة ومثيرة، هنا يتصارع الأهالي من أجل قوت يومي، الفلاحون يعيدون حكاية الأجداد كل يوم، أما الطيور فتمنح للمكان رونقا لا يوصف. هذه هي بوسعيد عروسة مبسوطة على البحر وتغطيها الرمال الذهبية الناعمة لتظهر في أبها حلة، ويُعجب بها كل من زارها.

20151116_095701

20151116_095653

 42e117e0c4e849ea187baaf6f5afd9f6_XL

إقرأ أيضا: إذا سألت التونسيين عن المغرب فهذه إجاباتهم!

اقرأ أيضا

الداخلة.. افتتاح أشغال “المنتدى الدولي الأول حول الصحراء المغربية”

و.م.ع افتتحت، اليوم الأربعاء بالداخلة، أشغال “المنتدى الدولي الأول حول الصحراء المغربية”، الذي ينظمه المعهد …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *