تونس تشهد مسيرة حاشدة بمشاركة زعماء وقادة دول تضامنا مع أحداث باردو

بحضور عدد من قادة دول العالم، تشهد تونس مسيرة كبرى “ضد الإرهاب”، يتقدمها الرئيس الباجي قائد السبسي وتشارك فيها جماهير واسعة من التونسيين. وردد المتظاهرون في هذه المسيرة “تونس حرة، والإرهاب على برا” أي طرده من البلاد.
تشارك جموع غفيرة الأحد في العاصمة التونسية في مسيرة “ضد الإرهاب” بعد الاعتداء الدامي على متحف “باردو”
وتقدم المسيرة إلى جانب الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الغابون علي بونغو.
وردد المتظاهرون “تونس حرة، والإرهاب على برا”، فيما لوح كثيرون منهم بالإعلام التونسية في الشارع المؤدي إلى باردو.
المسيرة الدولية لمناهضة الارهاب كانت من حيث نسبة مشاركتها ضخمة بحضور شعبي يعد بعشرات الالاف التي امتدت إلى ساحة باردو قادمة من ساحة باب سعدون، اذ تناقل الشارع الرابط بين النقطين أكثر من 20 ألف متظاهر.
ورغم أن المسيرة الشعبية التي انتهى بها المطاف في ساحة باردو إلا أن مسيرة الشخصيات والوفود ونواب مجلس نواب الشعب وممثلي منظمات المجتمع الدولي وممثلي البعثات الدبلوماسية في تونس كانت قصيرة جدا بدأت من أمام الباب المقابل لساحة باردو لتنتهي عند أول باب مؤد له بحيث لم تتجاوز مسافتها الـ 200 متر، شابتها عديد الاخلالات التنظيمية جراء الحضور المكثف للأمن بكل أشكاله بين أمن رئاسي وعمومي وأمن أجنبي مرافق للشخصيات الدولية مما حجب الرؤية عن الصحافيين وحال دون التقاط صور واضحة ومما تسبب في ضغط كبير حتى على ضيوف تونس وممثلي الدول خاصة وتدافع تضررت منه تلك الشخصيات،  وهذا ما يدخل في باب سوء التنظيم . رغم تعلل المنظمون بأن الحضور الكثيف للأمن يأتي لضرورات أمنية قصوى.
سوء هذا التنظيم لحق أيضا بروتوكلات تنظيم تسليم الورود في بهو المتحف الوطني، ففي الوقت الذي قام فيه الرئيس الباجي قائد السبسي بوضع باقة ورود في هذا البهو وأمام النصب التذكاري لضحايا المجزرة، ومن ثم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، غابت باقات الورود لبقية الرؤساء وقيادات الوفود وكانت تتناقل فوق الرؤوس الشيء الذي جعلها تحضر متأخرة .
ورغم هذه الهنات في تنظيم المسيرة إلا أن مسيرة بمثل هذه الضخامة تعتبر الأولى من نوعها في تونس وتعتبر الكثافة في المشاركة فيها دليلا على أن الراي العام في تونس ملتصق بالهموم التي تمس وطنه، وخاصة فيما يتعلق في مقاومة ثقافة الموت وحبه لثقافة الحياة ونبذ العنف الذي تتميز به تونس.
وفما لبت أغلبية أحزاب تونس نداء المسير التضامنية، كحركة النهضة الإسلامية التي تشارك في الائتلاف الحكومي إلى جانب خصوم الأمس، مشاركتها في التظاهرة واصفة الإرهاب بأنه “عدو الدولة والثورة والحرية والاستقرار والتنمية”.
بدوره، دعا الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية) “جميع أعضائه (…) ومجمل الشعب التونسي إلى المشاركة بكثافة”،  غابت عنها أخرى تحت مبررات مختلفة، حيث أعلنت الجبهة الشعبية اليسارية المعارضة أنها لن تشارك في المسيرة “بسبب نفاق” بعض المشاركين، في إشارة واضحة إلى حركة النهضة.
وقال الناطق باسم الجبهة همة الحمامي إنه لا يريد أن تكون المسيرة “وسيلة للتغطية على المسؤوليات (…) حول انتشار الإرهاب”.
وبعد الاعتداء على المتحف، نددت فئة من اليسار العلماني بمشاركة النهضة في أي شكل من الوحدة الوطنية “ضد الإرهاب”، معتبرة أن الحركة الإسلامية تربطها علاقات مشبوهة بالتيار الجهادي، وخصوصا حين تولت السلطة بين نهاية 2011 وبداية 2014.
وقبيل بدء التظاهرة الشعبية، أعلن رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد أن زعيم أكبر جماعة جهادية في تونس لقمان أبو صخر المتهم بأنه قاد الهجوم على متحف باردو في 18 آذار/مارس قتل السبت بأيدي القوات التونسية.
وقال رئيس الوزراء للصحافة إن القوات التونسية “تمكنت أمس (السبت) من قتل أهم عناصر “كتيبة عقبة بن نافع” وعلى رأسهم لقمان أبو صخر”. ووصف ذلك بأنه “عملية مهمة جدا في برنامجنا لمكافحة الإرهاب”.
وقتل في الهجوم الذي شنه مسلحان في الثامن عشر من الشهر الجاري سائحون من اليابان وفرنسا وايطاليا واسبانيا وكولومبيا واستراليا وبريطانيا وبلجيكا وبولندا وروسيا إضافة إلى مقتل شرطي تونسي.
وارتفع عدد ضحايا الهجوم الذي أعلن تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عنه إلى 22 قتيلا بعد وفاة امرأة فرنسية السبت متأثرة بجراحها.

اقرأ أيضا

الأميرة للا مريم تترأس المجلس الإداري للمصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية

تنفيذا لتعليمات الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، ترأست …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *