جدل سياسي وشعبي بموريتانيا بشأن إلغاء عطلة يوم الجمعة

يدور في الساحة السياسية والإعلامية الموريتانية جدل كبير حول عطلة نهاية الأسبوع، بسبب الرفض الشعبي والديني لقرار الحكومة الموريتانية التي قررت تحويل عطلة نهاية الأسبوع من يومي الجمعة والسبت إلى يومي السبت والأحد.
واعتبرت قوى حزبية وسياسية معارضة من بينها حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية “الإسلامي”، الذي يعد الحزب المعارض الأكثر تمثيلا في البرلمان الموريتاني، أن القرار الذي جعل من يوم الجمعة يوم عمل يعتبر “تراجعا عن مكتسبات حققها الشعب الموريتاني في سبيل الحفاظ على هويته”، حسب بيان أصدره الحزب.
وأضاف البيان أنه لكل “أمة خصوصية دينية وحضارية ولها رمزية يلزم احترامها واعتبارها، وموريتانيا جزء من أمة المسلمين التي تعظم يوم الجمعة ويتخذه أغلب دولها عيداً أسبوعياً يتفرغ فيه الناس للعبادة وما تقتضيه من راحة بدن وبال”، حسب نص البيان.
في المقابل شن حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الذي يقود الحكومة، هجوماً قوياً على منتقدي القرار واتهم الحزب معارضي القرار بالتشويش على الحكومة، واصفا إياهم بـ “سدنة الأفكار الظلامية والصيادين بالمياه العكرة”، حسب بيان للحزب.
وقد تجاوز الجدل بشان العطلة الأسوعية الساحة السياسةي، ليصل إلى منابر المساجد، حيث انتقد العلامة الموريتاني الشيخ محمد الحسن ولد الددو المقرب من الإخوان المسلمين هذا القرار، قائلا في درس نظمه بأحد مساجد نواكشوط أنه “من الخطأ استبدال الجمعة كعيد أسبوعي للمسلمين بأي يوم آخر”.
ويرى عبد الله الراعي، عضو اللجنة الإعلامية بحزب الاتحاد من أجل الجمهورية (الحزب الحاكم)، أن الجدل المثار حول القرار هو “جدل سياسي بامتياز”.
وأضاف: “إن الحكومة الموريتانية الحالية تجعل من حماية المقدسات الإسلامية أولى اهتماماتها”.
ويعتبر أن القرار يخضع لمقتضيات إدارية واقتصادية تهدف بالأساس لجعل موريتانيا دولة تتماشي في أجندتها الزمنية مع الحركة الاقتصادية العالمية، وفق تعبيره.
واعتبر ولد الخليفة أن القرار كان “ارتجاليا”، لافتا أن النظام السابق عندما أراد تغيير عطلة نهاية الأسبوع اخضع القرار لتصويت البرلمان سنة 2007.
بدوره يعتقد محمد ولد محمد امبارك عضو المكتب السياسي لحزب “تواصل” أن نفس الخطوة لجأ إليها نظام الرئيس السابق معاوية ولد سيدي احمد الطائع قبل سنوات ولقيت معارضة قوية في الشارع الموريتاني.
وأشار إلى أن لجوء النظام الحالي من جديد لجعل يوم الجمعة يوم عمل بعد أن تم التراجع عن هذه الخطوة في ظل الرئيس المدني المنتخب سيدي ولد الشيخ عبد الله هو إجراء يهدف إثارة حفيظة الموريتانيين من جديد، حسب قوله.
وأقرت الحكومة، يوم الخميس الماضي، قرارا يقضي بتغيير الدوام الرسمي اليومي بالبلاد، على أن يدخل القرار حيز التنفيذ ابتداء من أول أكتوبر الأول المقبل.

اقرأ أيضا

الحرب على ليبيا في 2011

نواب بريطانيون ينتقدون دور بلادهم في الحرب على ليبيا في 2011

اعتبر نواب بريطانيون بلجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان أن الحرب على ليبيا في 2011 استندت إلى معلومات مخابراتية خاطئة ما عجل بانهيار ليبيا سياسيا واقتصاديا.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *