الحرب في ليبيا
التدخل العسكري الغربي قد يزيد من تعقيد الأمور في ليبيا

“لوموند” تحذر الغرب من فخ الحرب في ليبيا

حذرت صحيفة “لوموند” الفرنسية المعروفة العواصم الغربية من الوقوع في ما أسمته “فخ الحرب في ليبيا”.

واعتبرت اليومية الفرنسية أن “الحرب السرية” التي قرر الغرب خوضها في ليبيا في ظل التحديات التي أصبح يفرضها تمدد تنظيم “داعش” فوق الرقعة الليبية، ما جعل هناك حاجة ماسة للتحرك.

ووضعت الصحيفة الحضور العسكري الفرنسي فوق التراب الليبي، إلى جانب الضربات الجوية غير المعلنة والعمليات العسكرية السرية التي تقوم بها الوحدات الفرنسية في هذا الإطار.

التحرك العسكري الفرنسي جاء بسبب قصور المسار السياسي في ليبيا عن إيجاد حل للأزمة كما تقول “لوموند” في محاولة لتبريره ولربما، لكن ذلك لم يمنعها من التحذير من أن الفخ الليبي بدأ في هذه الحالة يضيق أكثر.

وترى الصحيفة أن ليبيا أصبحت في حالة تشرذم متقدمة بسبب الانقسامات ذات الطابع الأيديولوجي والقبلي الناتجة عن ما زرعه القذافي من “ألغام” في قلب الدولة والجيش ليخدم مصلحته من خلال تقوية هذه الشبكات غير المؤسساتية.

إقرأ أيضا: هل التدخل العسكري في ليبيا حتمية لا مفر منها؟
ففي أعقاب سقوط نظام العقيد، حل الفراغ الذي ادع فاعلون جدد ملأه وتوفير الأمن لصالح مجموعاتهم، حيث انخرطوا في تنافس للسيطرة على مصادر الثروة من نفط وتجارة تهريب السلع والبشر.

الصراع الداخلي الليبي هو أيضا نتيجة للتاريخ المضطرب كما تصفه الجريدة لعملية إدماج ثلاثة مناطق تاريخية في كيان واحد، وهي برقة والفزان وطرابلس.

التدخل العسكري الغربي في ظل مشهد مبلقن، من دون انتظار إلى إعادة الحياة إلى مؤسسات الدولة الليبية، يعني التسبب في مزيد من التشرذم الذي سيخدم مصلحة الميليشيات المسلحة وتنظيم “داعش”.

وعلى عكس ما تعتقده الدول الغربية، فإن “الحرب الليبية الثانية” كما تصفها “لوموند”، ما بين معسكري طرابلس وطبرق، لم تنتهي بعد.

وبالتالي، فإن الدخول في “حرب ثالثة” قبل امتصاص الصراع القائم بين المعسكرين يهدد بإضعاف المسار السياسي وتقويض أي تسوية سلمية هي وحدها الكفيلة بتمكين ليبيا لمواجهة المجموعات المسلحة.

اقرأ أيضا

الحرب على ليبيا في 2011

نواب بريطانيون ينتقدون دور بلادهم في الحرب على ليبيا في 2011

اعتبر نواب بريطانيون بلجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان أن الحرب على ليبيا في 2011 استندت إلى معلومات مخابراتية خاطئة ما عجل بانهيار ليبيا سياسيا واقتصاديا.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *