الرئيسية / إضاءات / أي مستقبل للبوليساريو بعد وفاة زعيمها؟
البوليساريو

أي مستقبل للبوليساريو بعد وفاة زعيمها؟

بوفاة محمد عبد العزيز زعيم جبهة البوليساريو، بدأت معالم الانشقاق والتشتت تطغى داخل قيادة الجبهة، فالتقارير الإخبارية الواردة من هناك تفيد أن “دولة الوهم” تعيش استنفارا تنظيميا ينذر بسيناريوهات عدة. إذن فما الذي سيتغير في جبهة البوليساريو بعد وفاة زعيمها؟ وكيف سينعكس غيابه على مسار قضية الصحراء المغربية والمفاوضات الرامية لإيجاد حل لها؟

يرى منار السليمي أستاذ العلوم السياسية، أن الاضطرابات التي تشهدها المخيمات خلال هذه الأيام تظهر أن مراكز القوة لم تعد موحدة داخل البوليساريو.

وأردف السليمي في تصريح لـ مشاهد24، أنه داخل الجبهة الوهمية “هناك تيار تقوده زوجة عبد العزيز للحفاظ على مصالح عائلته، وهناك تيار آخر يقوده إبراهيم غالي، وأيضا تيار محمد لمين البوهالي، ثم تيار يدعى الصحراويين الموريتانيين”، هذه التيارات يضيف المتحدث ذاته “تظهر أن جبهة البوليساريو ورغم تنظيمها الشمولي المغلق، إلا أنه بوفاة زعيمها سيحدث تغير جذري في مسارها، وهذا التحول الاستراتيجي سيكون له تأثير في العلاقات سواء مع المغرب أو الجزائر. فعلى مستوى الجزائر، فهي لن تكون لها ثقة كبيرة في القيادة الجديدة على اعتبار أن محمد عبد العزيز كان ورقة رابحة في يدها لخلق الصراع مع المغرب”.

وأضاف أستاذ العلوم السياسية أن “التقارير الأمنية تشير إلى أن الجزائر لحد الآن لم ترجح كفة أحد المرشحين لخلافة محمد عبد العزيز، فالاجتماع الذي عقد في نهاية مارس الماضي، بالعاصمة الجزائر مع قيادات البوليساريو، كان قد رجح إبراهيم غالي ليكون خليفة محمد عبد العزيز، ولكن المعطيات تغيرت منذ نهاية مارس إلى حدود اليوم، وهو الشيء الذي جعل المخابرات الجزائرية، تميل هذه المرة إلى ترجيح كفة محمد لمين البوهالي، مع العلم أن كلاهما قريب من الجزائر”.

وشدد المتحدث ذاته، أنه في حال ما إذا كانت القيادة المقبلة من نصيب البوهالي، فستكون رسالة سياسية للمغرب، “لأن البوهالي هو رجل عسكري وبالتالي جبهة البوليساريو قد تحمل السلاح مرة أخرى ضد المغرب، ففكرة الحرب قد تكون واردة”.

وأوضح منار السليمي في تصريحه لـ مشاهد24، وهو يضع السيناريوهات المقبلة للجبهة، “أن تشتت قيادة البوليساريو سيجعل من قرار مجلس الأمن 2285 الذي دعا إلى إطلاق المفاوضات، سيصبح أكثر صعوبة إن لم نقل مستحيلا، لأن القيادة مبعثرة داخل البوليساريو، ومن المتوقع أن الجزائر هي التي ستدير المخيمات خلال الشهور المقبلة أو أكثر”.

وأكد أستاذ العلوم السياسية أن الجزائر فطنت لهذا السيناريو منذ شهور، ولتحكمها في الوضع “أقدمت على إدراج المخيمات ضمن المنطقة العسكرية الثالثة الجزائرية، والتي تحتضن بشار وتندوف ويقودها جنرال يدعى سعيد شنقريحة المعروف بعدائه الشديد للمغرب”.

وأضاف منار السليمي أن “جبهة البوليساريو لم تعد كما كانت إذ ستشهد تحولات، وهناك فرصة أمام المغرب للاشتغال عليها وخاصة أن القيادة لم تعد موحدة، وما على المغرب فعله هو أن يسلط الأضواء على ما يجري داخل المخيمات، فالجزائر تحاول اختيار قيادة تابعة لها. ويجب أيضا تسليط الأضواء على الحركات الاحتجاجية التي انطلقت وباتت لدى الساكنة فكرة مفادها أن المجهول ينتظرهم”.

واختتم أستاذ العلوم السياسية تصريحه قائلا: “الجزائر قد تخوض مغامرة عسكرية عن طريق القيادة القادمة للبوليساريو، فالجزائر لم تعد لها أوراق كثيرة في هذا الملف وقد تعمد إلى استعمال البوليساريو في حرب الوكالة مع المغرب خلال الشهور المقبلة”.