إسبانيا تأمل في استعادة رفات “ثرفانتيس”

أفاق العالم الناطق باللغة الاسبانية صباح اليوم الثلاثاء، على إيقاع أهم اكتشاف ثقافي، يضاهي، ان تأكد، في قيمته الرمزية كبرى الاكتشافات العلمية التي أثرت على تطور البشرية.
ويتعلق الأمر بالعثور على ما يشتبه بأنها بقايا رفات الأديب الاسباني الأشهر في تاريخ الآداب الاسبانية، ميغيل دي ثرفانتيس، مؤلف الرواية الخالدة “دون كيخوتي دي لا مانشا” التى ترجمت كاملة او ملخصة الى جميع لغات العالم تقريبا، ولا يوجد إسباني متعلم لم يسمع بها او اطلع على مقتطفات منها، اذ توصف بانها “الكتاب المقدس” للغة القشتالية.
ويقول الفريق العلمي الذي اشرف على الحفريات والتنقيب في أقبية وملحقات احدى الكنائس الواقعة في وسط العاصمة مدريد، ان لديه مؤشرات قوية على انه من بين الرفات التي فحصها بواسطة الادوات العلمية الدقيقة، توجد بقايا جسد، ثرفانتيس، الذي دفن قبلا في مكان آخر، الى جانب زوجته، كاتالينا سالاثار، ثم نقلا من قبرهما بسبب عمليات ترميم بعض الكنائس في العاصمة التي أنجزت ما بين نهاية القرن السابع عشر وبداية الذي يليه.
وارتاح، ثرفانتيس، في المدفن الاول من عام 1616 الى 1673.
وكان الفريق المشرف على عمليات التحليل والتنقيب، بما في ذلك فحص الأشياء المرفقة ببعض الأموات الآخرين وخاصة لعب الأطفال، والتي تحمل مؤشرات دالة وثمينة عن المرحلة التاريخية، قد اطمأن (الفريق) يوم 11 مارس الجاري، الى انه بات قريبا من التعرف على حقيقة بقايا عظام، ثرفانتيس.
وعاد ذات الفريق صباح اليوم، ليستعرض في ندوة صحافية النتائج وخلاصات الجهود العلمية المحققة الى غاية اليوم في عملية البحث التي كلفت حوالي 120 الف يورو، مرشحة للزيادة.
وليس الفريق العلمي، متأكدا تمام التأكد مما توصل اليه ولا متشائما ويائسا.
ويقول مهتمون انه ما كان ليقدم على هذه المغامرة العلمية المثيرة، التي يتابع العلماء والأدباء وعموم المواطنين فصولها، لو لم تكن لديه معطيات وقرائن مشجعة كفيلة بتحقيق الغاية المنشودة.
واذا انتهى الفريق الى اليقين العلمي التام، بان الرفات التي يفحصها خبراء وأطباء مختصون، مستعينين بمنجزات التكنولوجيا المتطورة؛ تعود الى الأديب الكبير، فسيكون أعظم اكتشاف من حيث قيمته المعنوية، ربما يعوض اسبانيا عن الثروات الطبيعية التي تفتقدها. وفي هذا الصدد، لا يستبعد ان يتحول المرقد الجديد لثرفانتيس، الى مزار يقصده الأدباء والفضوليون والسواح، ليتأملوا ويتمعنوا في بقايا تلك الموهبة الإبداعية الخالدة.
ويواجه المنقبون صعوبات للتمييز القاطع بين رفات مؤلف “الكيخوتي” وغيرها المدفونة الى جواره، في ظل غياب الدليل العلمي الحاسم اي الحمض النووي، اذ لا تعرف شجرة نسب، ثرفانتيس، لتتبع مراحل فروعها وانتشارها،لإجراء تحليلات مقارنة على من هم على قيد الحياة، علما انه يمكن الاستعانة بمن توفوا اذا ثبتت قرابتهم الجينية مع، ثرفانتيس.
يذكر ان السلطات الثقافية في اسبانيا، لجأت منذ سنوات الى البحث عن رفات الشاعر الكبير، فيديريكو غارثيا لوركا، الذي يقال ان ميلشيات تابعة للجنرال فرانكو، اغتالته في ظروف غامضة، في أتون الصراع الدموي على السلطة بين المتمردين وبين النظام الجمهوري الشرعي الذي كان، الشاعر الاندلسي، يعمل ضمن ديوان احد الوزراء في حكومة الجمهورية التي تمكن فرانكو من دحر قواتها في صيف 1939، بدعم عسكري بالسلاح والمرتزقة،من النظامين الفاشي والنازي، ممثلين في موسوليني وأدولف هتلر.
ولم تسفر محاولات متكررة على التعرف على مكان المقبرة التي ترقد فيها رفات “لوركا” رغم انه اغتيل في القرن الماضي خلاف، ثرفانتيس.
ويعتقد المعجبون بالشاعر الغنائي، لوركا، من سياسيين ونقاد ومتذوقي الاداب، ان العناصر اليمينية الفاشية، دفنت جثمانه في مكان مجهول دون علامات، لم يهتد اليه العلماء، رغم الجهود التي بذلت من طرف حكومات الاندلس المتوالية وعائلة “لوركا” الشاعر القتيل.

اقرأ أيضا

إسدال الستار على الدورة الثانية لمهرجان مراكش للكتاب الإفريقي

أسدل الستار مساء أمس الأحد، على فعاليات الدورة الثانية لمهرجان مراكش للكتاب الإفريقي، وذلك بتنظيم جلسة أدبية مغربية تناولت أهم المواضيع المجتمعية التي تشغل اهتمام الكاتبات والكتاب المغاربة.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *