3تظاهرات في الرباط تحتفي بالثقافة المغربية وجذورها الإفريقية

تحتضن الرباط في الفترة ما بين 12 و15 نونبر الجاري ثلاث تظاهرات ثقافية كبرى للاحتفاء بالثقافة المغربية وجذورها الإفريقية بمختلف تعبيراتها الإبداعية، وتثمين المنجز الثقافي الوطني في امتداداته الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية.
وفي هذا الإطار ستحتضن الرباط من 12 إلى 15 نونبر الجاري الندوة الدولية الرابعة حول “الاقتصاد الإبداعي بإفريقيا” بمشاركة 40 دولة إفريقية، و12 دولة أوروبية، و10 دول من أمريكا الشمالية واللاتينية، وآسيا.
وتهدف هذه التظاهرة، التي تنظمها الجمعية المغربية للثقافة والتنمية بالمغرب وإفريقيا (جذور)، الممثل الوطني للشبكة الثقافية الإفريقية، وبدعم من وزارة الثقافة، والمكتبة الوطنية للمملكة المغربية، إلى بحث السبل الكفيلة بإيجاد صيغ فعالة لاستثمار القدرات الإبداعية في تحقيق التنمية، واستغلال الإمكانيات التي تتيحها الصناعات الإبداعية الإفريقية لتحقيق اشعاع عالمي.
وينتظر أن تعرف الندوة حضور أزيد من 300 شخص من مهنيي القطاع الثقافي والفني، وممثلين عن مؤسسات من القطاعين العام والخاص ومنظمات دولية، وفاعلين اقتصاديين، وباحثين وأكاديميين، لمناقشة ووضع استراتيجيات للنمو المستدام لقطاع ثقافي افريقي حيوي، قادر على خلق الثروة ومناصب الشغل، ودراسة إمكانية خلق آفاق وفرص اقتصادية جديدة في مجالات الثقافة والفنون والتراث.
وقبل انطلاق هذه الندوة الهامة، سيتم يوم 12 نونبر الحالي تنظيم “الملتقى العام حول الثقافة بالمغرب”، بمبادرة من جمعية (جذور)، وبشراكة مع مركز (ميميتا) للثقافة والتنمية، والسفارة النرويجية بالمغرب، وشركاء آخرين، لعرض توصيات الجمعية حول السياسة الثقافية بالمغرب، والتي تمخضت عن سنتين من العمل الميداني والبحثي.
وسيتم خلال هذا الملتقى عقد مجموعة من اللقاءات المهنية والجهوية، فضلا عن تقديم خلاصات الدراسات القطاعية بالنسبة ل 18 تخصصا فنيا، ودراسات أخرى تخص الحكامة الثقافية، والتكوين، والتعليم والتربية الفنية، والتنوع الثقافي.
ويتوخى المنظمون من وراء هذه التظاهرة الوصول إلى بلورة وتفعيل خطة عمل وطنية للثقافة، وذلك اعتمادا على المقترحات المستوحاة من الدراسات القطاعية والتوصيات التي أفرزتها الملتقيات الموضوعاتية حول السياسة الثقافية بالمغرب مع المهنيين والحرفيين، والمسؤولين المؤسساتيين، وكافة المعنيين بالشأن الثقافي الوطني.
وفي الفترة ما بين 12 و15 نونبر الحالي، ستشهد الرباط تنظيم أول منصة مهنية لموسيقى المغرب، والشرق الأوسط وإفريقيا تحت عنوان “موسيقى بدون تأشيرة”، من قبل مؤسسة (آنيا)، وبدعم من وزارة الثقافة والمنتدى الأوروبي لمهرجانات موسيقى العالم، ومؤسسة (هبة).
ويطمح هذا الحدث لأن يجعل من الرباط عاصمة لموسيقى الجنوب، وأن يتموضع كساحة أساسية في السوق الدولية لموسيقى العالم والموسيقى المعاصرة، وإيجاد فضاء ملائم يجمع حرفيي قطاع الموسيقى ومؤسسات الإنتاج والعرض والتوزيع، إلى جانب مديري المهرجانات وقاعات العرض ومنظمي الجولات الفنية، والمنظمات المهنية والإعلام. ومن المرتقب أن تعرف التظاهرة مشاركة أزيد من 250 فنانا ومهنيا من المغرب ودول الجنوب على الخصوص، إلى جانب تكريم بعض الشخصيات التي ميزت التاريخ الحديث للموسيقى بالمغرب.
ويأتي تنظيم هذا الملتقى الموسيقي بغرض خلق مجال حقيقي للصناعة الموسيقية التي تنقصها الهيكلة في هذه المناطق الغنية بالإبداعات الفنية، وتقديم صورة عن مهنية المجال الثقافي وتطور الموسيقى في دول الجنوب بشكل عام وفي المغرب بصفة خاصة.
وبهذه المناسبة، اعتبر وزير الثقافة السيد محمد الأمين الصبيحي، في ندوة صحفية عقدت اليوم الثلاثاء بالدار البيضاء لتقديم التظاهرات الثلاث، أن تنظيم تظاهرات ثقافية من هذا الحجم “سيسد الفراغ الحاصل على المستوى الإفريقي ويوضح الرؤية الثقافية والفنية في القارة، ويعزز مشاركة المهنيين ويحفز على حضور أكثر وزنا للمنتوج الإبداعي الإفريقي في المنتديات والمعارض العالمية”، مشيرا إلى أنها تمثل “فرصة لتقوية إبداع وإنتاج وتصدير المنتوج الثقافي والفني، ومواكبة فنانينا ومبدعينا حتى يلجوا عالم الصناعات الثقافية والإبداعية بمواصفات مهنية”.
وأبرز في هذا السياق أنه رغم الغنى الثقافي وغزارة الإبداع الفني بإفريقيا، وتنوع تراثها المادي وغير المادي، إلا أن مقاربتها للمسألة الثقافية “بقيت حبيسة منظومة القيم وأنماط العيش ولم ترق بعد إلى تفعيل الأثر الاقتصادي للإبداع الثقافي على التنمية البشرية”، مؤكدا أنه تبعا لهذه المعطيات عجزت السياسات العمومية الإفريقية بشكل عام عن توظيف الطاقات الإبداعية والتنوع الثقافي ضمن استراتيجيات كفيلة بتطوير صناعاتها الإبداعية.

اقرأ أيضا

إسدال الستار على الدورة الثانية لمهرجان مراكش للكتاب الإفريقي

أسدل الستار مساء أمس الأحد، على فعاليات الدورة الثانية لمهرجان مراكش للكتاب الإفريقي، وذلك بتنظيم جلسة أدبية مغربية تناولت أهم المواضيع المجتمعية التي تشغل اهتمام الكاتبات والكتاب المغاربة.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *