رحل إلى دار البقاء الشاعر العربي الكبير سميح القاسم مساء اليوم الثلاثاء الموافق 19/8/2014 بعد صراع مع المرض ادت الى ارتقاء روحه الطاهرة عن عمر يناهز 75 عاماً حيث تحدث وطن القاسم، الابن البكر للشاعر الفلسطيني سميح القاسم، عن وضع صحي حرج مر به والده النزيل منذ 11 يوماً في مستشفى بمدينة صفد في منطقة الجليل بالشمال الإسرائيلي، خضع في معظمها للعلاج من احتدام سرطان الكبد عليه، وهو المرض الذي أصابه قبل 3 سنوات. وكانت صحة القاسم تدهورت في نهاية الشهر الماضي جراء معاناته من المرض الذي كان يعالجه بالكيماوي، فنقلته عائلته الى “مستشفى صفد” حيث أشرف عليه صديقه الذي رافق وضعه الصحي طوال الأعوام الثلاثة الماضية، وهو البروفسور الفلسطيني جمال زيدان، رئيس قسم السرطان بالمستشفى. فقد عرفتُ الإنسان سميح القاسم واحببته كما احبه سواي، وعن قُرب، منذ التقيته لأول مرة في عمّان عام 1995 وتحديدا يوم5/1 في فندق «راديسون ساس» الذي تغير اسمه عدة مرات واظنه كان «هوليدي» وقتها. ونشرتُ مقابلته بـ»الدستور» وكانت «أول حديث للقاسم لصحيفة اردنية». تعرفتُ على الشاعر والإنسان الذي صار صديقا، وكلما جاء الى الاردن، هاتفني من الفندق وغالبا كان «فندق القدس»، وكنا نسهر ساعات وساعات نضحك ونمزح ونتحدث في كل شيء، وكنتُ أُسرّ له بـ»اخبار حماقاتي الغرامية»، وكان يضحك ويقول: لازم يسموك طلعت حلاوة.. مش شناعة. وارتبط اسم سامح القاسم بشعر الثورة والمقاومة من داخل أراضي العام 48، مؤسس صحيفة كل العرب ورئيس تحريرها الفخري، عضو سابق في الحزب الشيوعي. ولد لعائلة عربية فلسطينية في قرية الرامة فلسطين عام 1939، وتعلّم في مدارس الرامة والناصرة. وعلّم في إحدى المدارس، ثم انصرف بعدها إلى نشاطه السياسي في الحزب الشيوعي قبل أن يترك الحزب ليتفرغ لعمله الأدبي. كانَ والدُهُ ضابطاً برتبةِ رئيس (كابتن) في قوّة حدود شرق الأردن وكانَ الضباط يقيمونَ هناك مع عائلاتهم. حينَ كانت العائلة في طريق العودة إلى فلسطين في القطار، في غمرة الحرب العالمية الثانية ونظام التعتيم، بكى الطفل سميح فذُعرَ الركَّاب وخافوا أنْ تهتدي إليهم الطائرات الألمانية! وبلغَ بهم الذعر درجة التهديد بقتل الطفل إلى آن اضطر الوالد إلى إشهار سلاحه في وجوههم لردعهم، وحينَ رُوِيَت الحكاية لسميح فيما بعد تركَتْ أثراً عميقاً في نفسه: “حسناً لقد حاولوا إخراسي منذ الطفولة سأريهم سأتكلّم متى أشاء وفي أيّ وقت وبأعلى صَوت، لنْ يقوى أحدٌ على إسكاتي”. وترك سميح القاسم مكتبة ضخمة ما بينَ الشعر والنثر والمسرحية والرواية والبحث والترجمة. من اهمها مواكب الشمس -قصائد- (مطبعة الحكيم، الناصرة، 1958م) أغاني الدروب -قصائد- (مطبعة الحكيم، الناصرة، 1964م).. دمي على كفِّي -قصائد- (مطبعة الحكيم، الناصرة، 1967م). قرقاش -مسرحية- (المكتبة الشعبية في الناصرة، مطبعة الاتحاد، 1970م). عن الموقف والفن -نثر- (دار العودة، بيروت، 1970م). ديوان سميح القاسم -قصائد- (دار العودة، بيروت، 1970م). من فمك أدينك -نثر- (منشورات عربسك، مطبعة الناصرة، 1974م). وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم! -قصائد- (منشورات صلاح الدين، القدس، 1976م). ديوان الحماسة / ج 1 -قصائد- (منشورات الأسوار، عكا، 1978م). ديوان الحماسة / ج 2 -قصائد- (منشورات الأسوار، عكا، 1979م). أحبك كما يشتهي الموت -قصائد- (منشورات أبو رحمون، عكا، 1980م). الكتاب الأسود -المؤتمر المحظور- (توثيق، مع د. إميل توما)، (مطبعة الاتحاد، حيفا، 1981م). الأعمال الناجزة (7 مجلّدات) (دار الجيل، بيروت، 1992م). الأعمال الناجزة (6 مجلّدات) (دار سعاد الصباح، القاهرة، 1993م). الكتب السبعة -قصائد- (دار الجديد، بيروت، 1994م). لا توقظوا الفتنة! -نثر- (منشورات إضاءات، مطبعة الحكيم، 2009م). كتاب القدس -شعر- (إصدار بيت الشعر، رام الله، 2009م). كولاج 3 -شعر- (منشورات المؤسسة العربية للدراسات والنشر (بيروت) ومنشورات كل شيء (حيفا)، 2012م). ونال سميح القاسم عددا مهما من الجوائز التقديرية على رأسها “غار الشعر” من إسبانيا وحاز على جائزتين من فرنسا عن مختاراته التي ترجمها إلى الفرنسية الشاعر والكاتب المغربي عبد اللطيف اللعبي، وحصلَ على جائزة البابطين، وحصل مرّتين على “وسام القدس للثقافة” من الرئيس ياسر عرفات، وحصلَ على جائزة نجيب محفوظ من مصر، وجائزة “السلام” من واحة السلام، وجائزة “الشعر»الفلسطينية.
اقرأ أيضا
لا عزاء لمن مات في تونس
ليس جديدا أو غريبا أن يلفظ البحر المتوسط بين الحين والآخر اجسادا عجزت عن الوصول …
أوبرا ” ابن بطوطة” العربية العالمية تعرض في إيطاليا
ستعرض أوبرا “ابن بطوطة” العربية – العالمية في ميلانو – ايطاليا، في 25 و26 يوليو …