يعتبر الفرنسي هيرفي رينارد (45 سنة) الملقب بـ”الثعلب”، من أبرز المدربين الفرنسيين في القارة الإفريقية في السنوات الأخيرة، خصوصا بعدما حقق لقبين قاريين مع ساحل العاج وزامبيا، ليكون المطلوب الأول من قبل عدة منتخبات إفريقيا، من بينها المغرب والجزائر ومصر والسنغال. فمن هو هيرفي رينادر؟ وكيف أصبح مدربا مشهورا في إفريقيا؟ وماهو مشواره كلاعب في كرة القدم؟.
من هو هيرفي رينارد :
كان الفرنسي رينارد مدربا مجهولا قبل أن يدخل التاريخ الإفريقي من أوسع أبوابه، بعدما قاد منتخب زامبيا، للتتويج بكأس إفريقيا 2012 التي أقيمت في الغابون وغينيا الاستوائية، على حساب منتخب الكوت ديفوار الذي كان أكبر المرشحين لنيل اللقب لقاري، ليكون “الثعلب” ضمن قائمة المدربين المرشحين لقيادة منتخب فرنسا.
لاعب مغمور:
إزداد هيرفي رينارد يوم 30 شتنبر 1968 بمنطقة “سافواي” بفرنسا، ليبدأ مشواره الكروي كمدافع، ضمن أندية صغيرة في فرنسا، حيث كانت بدايته الأولى سنة 1983 مع فريق هاوي “دراغينيون”، ثم انتقل لحمل قميص فريق “ستاد فالوريس” إلى غاية 1997، قبل يختتم مساره الرياضي مع فريق “دراغينيون” لموسم 97-98.
لم يكن رينارد لاعبا معروفا في فرنسا، رغم أنه قضى في الملاعب أكثر من 18 عاما كلاعب، حيث لعب مع نادي “كان” بداية لسبعة أعوام من (83-91)، ثم مع ناديي ستاد “دو فالوري” و”دراغوينغان” في الهواة، ليعتزل في عام 1998، دون أي يدون إسمه في الملاعب الفرنسية كلاعب.
مدربا في الهواة :
بعد نهاية مشواره الكروي كلاعب، غادر رينارد الملاعب للبحث عن لقمة العيش، حيث عمل في جمع القمامة، وتنظيف المكاتب في الليل قبيل سنة 2004، ثم قرر دخول عالم التدريب، ليشرف على فريق “دراغينيون” أحد فرق الهواة، لكن دون أن يحصل على أي فرصة لقيادة أي فريق كبير في الدوري الفرنسي.
بداية التدريب:
لم تتجاوز مسيرة رينارد التدريبية 13 سنة، اذ كانت انطلاقته مع فريق صغير في الهواة، يدعى دراغينيون بفرنسا موسم 1999 / 2001.
لكن المدرب الشاب كان على علاقة وطيدة بالمدرب الشهير في إفريقيا الفرنسي كلود لوروا، الذي اصطحبه برفقته، كمساعد في نادي شانغهاي كوسكو الصيني.
مساعدا لكلود لورا :
بعد تجربته كمساعد، اختير رينارد مدربا لنادي كامبريدج يونايتد الانجليزي، قبل أن يقال بسبب سوء النتائج، لينتقل للتدريب بدوري المقاطعات الخاص بـ”الأحياء” في فرنسا، أي ما يعادل الدرجة السابعة الفرنسية، ويدربه في هذا القسم من عام 2005 إلى 2007.
لكنه تلقى الدعوة مرة أخرى من المدرب مواطنه كلود لوروا ليعمل معه كمساعد خلال تدريبه لمنتخب غانا عام 2007، لتكون نقطة التحول في مسيرة المدرب “الثعلب” الذي بدأ بالتدريب في قارة إفريقيا من وقتها .
تدريب منتخب زامبيا :
بعد ذلك اشتغل هيرفي لأول مرة مدربا لفريق مغمور في فيتنام، قبل أن يتولى تدريب منتخب زامبيا سنة 2008 بتوصية من المدرب لوروا، ويحقق معه التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم بأنغولا سنة 2010، حيث تمكن من الوصول إلى دور ربع النهائي أمام نيجيريا .
لقب “كان” 2012 مع زامبيا :
اختار رينارد تدريب منتخب أنغولا لفترة قصيرة، قبل أن يعين مدربا لفريق إتحاد العاصمة الجزائري، في سنة 2011. ليتصل به الاتحاد الزامبي مجدداً خلال هذه الفترة، ويطلب منه قيادة الفريق الوطني الزامبي، في بطولة كأس الأمم الإفريقية 2012، وقد وافق رينارد على العرض لعام فقط، واستطاع قيادة المنتخب الزامبي نحو اللقب القاري، متجاوزا منتخبات قوية جدا، كالسنغال وغانا وساحل العاج، محققا الفوز على الغابون في النهائي.
الفشل في “كان” 2013 :
عقب ذلك فشل المدرب الفرنسي في كأس افريقيا 2013 التي نظمت بجنوب إفريقيا، ولم يحقق العبور للدور الثاني ضمن المجموعة الثالثة التي عرفت تواجد منتخبي نيجيريا وبوركينافاصو.
ثم عاد إلى فرنسا لتدريب فريق سوشو لموسم (2013-2014) لكنه مدته تدريبيه كانت قصيرة، بعدما فشل أيضا في تحقيق نتائج إيجابية، من أجل الحفاظ على مكانة الفريق الفرنسي ضمن القسم الممتاز، ليقدم إستقالته بعد سقوط النادي إلى الدرجة الثانية.
النجاح مع الكوت ديفوار:
تلقى رينارد عرضا من الاتحاد الإيفواري لتدريب منتخب “الفيلة” في نهائيات كأس افريقيا للأمم 2015، التي أقيمت في غينيا الاستوائية، حيث وافق على العرض الإيفواري ورفض عرضا من قبل الجامعة المغربية بسبب وباء الإيبولا في أواخر 2014، ليقود أصدقاء يايا توري للتتويج باللقب القاري في العام الماضي.
الخروج من نادي ليل :
أشرف رينارد بعد ذلك على تدريب فريق ليل الفرنسي في بداية الموسم الحالي، لكنه فسخ عقده في شهر نونبر الماضي، ليقرر البحث عن وجهة جديدة في القارة الافريقية.
حلم تدريب الأسود :
تلقى رينارد اتصالات من الاتحادية الجزائرية لكرة القدم لخلافة غوركوف، لكنه رفض العرض الجزائري، كما وجهت له الدعوة من قبل نادي الأهلي لتدريب الفريق المصري، لكنه رفض العرضين معا، مفضلا الانتظار لتحقيق حمله في تدريب أسود الأطلس في يوم من الأيام، خاصة أن زوجته من أصول مغربية.