الرئيسية / رمضان كريم / ساحة الأمم المتحدة قبلة للبيضاويين بعد الإفطار
ساحة الأمم المتحدة قبلة للبيضاويين بعد الإفطار

ساحة الأمم المتحدة قبلة للبيضاويين بعد الإفطار

حركية واضحة بعد الإفطار، على الفضاء الممتد بساحة الأمم المتحدة في الدارالبيضاء، بعد أن احتشد الناس في شكل جماعات، متخذين من الكراسي الحجرية وسيلة للراحة والترويح عن النفس في أجواء صاخبة تبدد الشعور بالملل.
مشهد الناس وهم يتوزعون في ساحة الأمم المتحدة، يرصد أن هذه النقطة من مركز مدينة الدارالبيضاء، صارت ملاذا للبيضاويين المتحدرين من مختلف أحياء الدارالبيضاء، خاصة بعد تحسين بنيتها التحية، ووجود محطة “الطرامواي” بقلبها بموازاة تهيئتها، عبر زرع الكراسي وتبليط أرضية الساحة وغرس والشجيرات لتزيين الفضاء.
فمسار “الترامواي” بدءا من منطقة سيدي مومن خلق فرصا للعديد من الناس بأن يترددوا على مركز مدينة الداراليضاء، مع الشعور بالاطمئنان بأن التنقل عبر المواصلات لم يعد حكرا على “الطاكسيات” و”الحافلات” التي يتدافع نحوها الجميع، ليتحمل الكثيرون عبء التزاحم والانتظار، ليصبح “الترامواي” وسيلة نقل أساسية اختزلت المسافات وسهلت ارتيادها، بعدما ربطت الأحياء البعيدة بمركز المدينة.
صخب وضجيج يكتسح المكان، تختلط فيه أصوات الناس ومنبهات السيارات وجرس “التراموي”، وفي هذه الأجواء يجد العديد من الناس ملاذهم في تبديد “الروتين” اليومي.
عند الابتعاد خطوات عن ساحة الأم المتحدة، تبدو المقاهي على أنها بدورها تستقبل زبناء يفضلون أن يتابعوا حركية الفضاء باحتساء إحدى المشروبات، بينما بعضهم مستغرق في الحديث على نحو لم تعد فيه فرص ترك الكراسي، التي أصبحت مدفوعة إلى الأمام متجاوزة رصيف المقاهي.
حين تتسع الرؤية حول فضاء “ساحة الأمم المتحدة” تتضح تلك الخصائص المعمارية، التي تتمثل في فن “الآر ديكو”، والطراز الحديث، والأسلوب الموريسكي الجديد، فانطلاقا من فندق إكسلسيور، ومن بناية “البنك المغربي للتجارة والصناعة”، ومقهى فرنسا أو من فندق حياة ريجنسي، يمكن التقاط البعد الثلاثي، الجمالي والاقتصادي والثقافي الذي تميزت به ساحة الأمم المتحدة عبر سنوات عديدة، فهي تمثل ساحة أساسية للمشهد العمراني، وأقبل عليها السكان منذ سنة 1914 مع افتتاح متاجر باريس- المغرب في السنة نفسها، وفندق إكسلسيور سنة 1916.
وبالساحة يمكن الاطلاع على “برج الساعة” الذي أعيد بناؤه سنة 1910، و”الكرة الأرضية” المطلة على ممشى المارة والتي أنجزت من قبل “جان فرانسوا زيفاكو سنة 1975.
في بداية القرن الماضي، كانت “ساحة الأمم المتحدة” تحمل اسم “ساحة الساعة”، ثم سميت لاحقا بـ”ساحة فرنسا”، وعند الاستقلال سميت بالاسم الحالي، وهي بمثابة نقطة تقاطع بين المدينة القديمة والمدينة الحديثة الناشئة.
وتصورها المهندس بروست، باعتبارها المحور المنسجم، ونقطة العبور المركزية بين أربع مناطق أساسية للبنية العمرانية للدارالبيضاء، فربطها منذ 1915 بعضوين صغيرين ناشئين هما الميناء ومحطة القطار، فانطلاقا من ساحة الأمم المتحدة يمكن الوصول إلى مقبرة سيدي بليوط والميناء، ومحطة الدارالبيضاء الميناء، ثم الميناء والمدينة، ويكفي اتباع شارع “هوفييت بواييه”حاليا، وكان اسمه سابقا زواف الرابع”، ثم شارع الحنصالي للوصول إلى شمال الدارالبيضاء عبر شارع القوات المسلحة الملكية وشارع محمد الخامس.