مدينة غرتاطة الإسلامية التأريخية

كانت غرناطة مركزًا اسلاميًا علميًا كبيرًا، وتعتبر واحدة من حلقات الحضارة الاسلامية في الأندلس مع المدن الأخرى مثل قرطبة وبلنسية ومجريط وإشبيلية وطليطلة وغيرها .ومن أهم ما يميز غرناطة مساجدها، ,ومنها مسجد غرناطة الجامع الذي يعد من أبدع الجوامع وأحسنها منظرًا و مسجد الحمراء وعدد من المساجد في الأحياء المختلفة، واشتهر استخدام الرخام في مساجدغرناطة التي أقيمت فيها المآذن المنفصلة عن المساجد اذ يفصل بينها صحن المسجد وكانت المئذنة عبارة عن أربعة أبراج مربعة وتتكون من طابقين ويحيط بها سور يزين أعلاه بكرات معدنية مختلفة. وحتى الآن توجد مئذنتان ترجعان إلى عصر دولة بني نصر،الأولى مئذنة مسجد تحول إلى كنسية هي كنيسة سان خوان دي لوس ريس، والثاني ببلدة (رندة) التي تحول مسجدها إلى كنيسة باسم سان سباستيان. . ومن أهم المعالم الأثرية في غرناطة قصر الحمراء(قصبة الحمراء) ويعتبر درة غرناطة وعنوانها وشعارها التاريخي الأول و هو المعلم الاسلامي الأبرز في الأندلس حاليا ويرجع سبب تسمية قصر الحمراء بهذا الاسم للون حجارته الحمراء وقد زُخرف الى ان اصبح آية في الهندسة العمرانية الاسلامية في اسبانيا، ولا يزال قصر الحمراء وعلى الرغم من تعرضه الى شيء من الهدم والتحوير بعد سقوط غرناطة يبهر عيون الناظرين لما فيه من بدائع الزخرف والافاريز ذات النقوش الاسلامية البديعة . ويوجد في غرناطة بيمارستانات مثل بيمارستان غرناطة أو بيمارستان المدينة وهو عبارة عن فناء أوسط تحيط به أروقة من بائكات ذات عقود مدببة في الطابق الأرضي وأعتاب خشبية في الطابق الأول. وكانت حجراته تفتح على الممرات التي تتقدمها كذلك امتازت واجهته بالتماثل والانسجام سواء من حيث زخارفها الفنية أو من حيث اشتمالها على النص التأسيسي للبيمارستان وكان يوجد في الطابق الأول نوافذ مفردة أو مزدوجة ،ويدخل من الباب إلى ردهة مربعة الزوايا مستطيلة وفي وسطها حوض فيه أسدان جاثيان يشبهان مثيليهما في قصر الحمراء وينبع منهما الماء. وحول الردهة أربعة أروقة ينفتح فيها أبواب طويلة. وقد حول هذا البيمارستان إلى دار ضرب بعد سقوط غرناطة وحدثت به تغييرات مرات عديدة وتهدم ثلاثة أرباعه. كما كان هناك أيضا البيمارستان الذي أنشأه السلطان أبو عبد الله محمد بن المولى عام 767هـ / 1366 م ،و من الآثار الباقية بالمدينة حمام واحد يقع في شارع كاليه ريال ويعرف بـالحمام الصغير، وهو يتكون من حجرة للاستراحة وخلع الملابس (تعرف عادة بالمسلخ)، ويتوسط هذه الحجرة حوض (نافورة)، ويلي هذه الحجرة ثلاث حجرات مقبية موازية لبعضها هي بالترتيب: الباردة والحجرة الدافئة والحجرة الساخنة. وقد بنيت جدران الحمام من الحجارة القوية الشديدة الصلابة أما العقود والأقبية فمن الآجر . كما كانت غرناطة قبلة أنظار الطلاب الذين يفدون من الأقطار فعرفت فيها المدرسة اليوسفية والمدرسة النصرية وكان من أشهر تلك المدارس المدرسة الرياضية التي أسسها الفلكي الرياضي أبي القاسم المجريطي وغيرهما من المدارس الاسلامية التي ساهمت في بناء الحضارة الاسلامية في الأندلس وباقي بلاد المسلمين.
وفيها كذلك الأبراج والأسوار المحيطة بها، ويبلغ ارتفاع الهضبة التي شيدت عليها القصور 736 مترا، وتشغل وبالرغم من اندثار حضارة المسلمين إلا أن قصور الحمراء.. لا تزال شاهدة على جمال وقوة
الحضارة الإسلامية، لا تزال تمثل إلى اليوم أسطورة وأعجوبة من أعاجيب الحضارة الإسلامية.
فقصور الحمراء؛ معلم غرناطة السياحي الأول، الذي يجعل ما يزيد عن 2.2 مليون سائح سنويًا يتوافدون إليه.

اقرأ أيضا

“صورة” تفقد سائحة الذاكرة في لندن

تعرضت السائحة اللاتفية أناستاسيجا غريغورييفا، 21 عاماً، لصعقة كهربائية شديدة في حديقة سانت جيمس بارك …

الحماية الاجتماعية لعمال وعاملات المنازل تسائل الحكومة

يفتح فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، ملف توفير الحماية الاجتماعية لعمال وعاملات المنازل.

بركة يبسط حصيلة المشاريع المائية لسنة 2024

كشفت وزارة التجهيز والماء، عن حصيلة سنة 2024 لمحاربة التلوث المائي. وأوضحت وزارة التجهيز والماء …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *