عادت بعض الصحف الجزائرية الصادرة اليوم الثلاثاء لتناول حدث أداء الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة اليمين الدستورية يوم أمس الإثنين، حيث اعتبر بعضها أن الرئيس المنتخب لولاية رابعة “فشل في هذا الامتحان الاجباري” مما يعيد التساؤل حول قدرته على أداء مهامه الرئاسية.
ونقرأ في صحيفة “الوطن” الناطقة بالفرنسية أن ”بوتفليقة فشل في الامتحان الشفهي” بعد أن ظهر الرئيس ”غير قادر على الحركة بسبب المرض واضطر لبذل مجهود كبير لاجتياز هذا الامتحان الكبير والمرهق”.
وأضافت الجريدة واسعة الانتشار في الجزائر، أن ”الجزائريين الذين تابعوا على شاشة التلفزيون” ما أسمتها “اللحظات المأساوية”، شعروا بالألم من أجل بلادهم وهم يرون “صورا غير مطمئنة” حول الوضع الصحي للرئيس الذي “سيحكم البلاد خلال الخمس سنوات المقبلة”.
صحيفة أخرى ناطقة بالفرنسية هي ”ليبرتي”، تطرقت للخطاب البالغ 12 صفحة، والذي كان مفروضا من الرئيس أن يقرأه كاملا بيد أن عجز عن ذلك واكتفى بتلاوة مقدمته، معتبرة أن ما جاء من”دون عمق وخاليا من رسائل مهمة”.
الجريدة اعتبرت الأمر مؤشرا على طبيعة العهدة الرابعة التي ستكون في نظرها امتدادا لسابقاتها من دون تغيير حقيقي، مما يجعل انتخابات 17 أبريل “مجرد قوسين” تم فتحهما من أجل تبرير استمرارية النظام.
وفي صحيفة “الخبر” الناطقة بالعربية والواسعة الانتشار بدورها، والتي عنونت مقالها حول الموضوع بكلمات دالة: “خطاب لم يكتمل”، فقد كتبت أن الرئيس تخطى “قراءة 94 كلمة بصعوبة وهو جالس على كرسي متحرك”.
عجز الرئيس، أو “صاحب العرس” كما أسمته الجريدة، عن قراءة الخطاب الذي أعده المقربون منه جاء ليبرهن عكس ما كان يحاول هؤلاء الترويج له بأن”بوتفليقة يحكم بمخه وليس برجليه”.
هذا، وأعاد منظر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وهو يؤدي القسم الرئاسي على كرسي متحرك ، بعدما ظهر بنفس خلال عملية الاقتراع إبان الانتخابات الرئاسية في 17 أبريل الحالي، حيث بدا بوتفليقة عاجزا حتى على القيام بعملية التصويت بنفسه.
وسبقت العملية الانتخابية احتجاجات من قبل حركة “بركات” المناهضة لتولي بوتفليقة لعهدة رابعة كما شكك منافس الرئيس في الانتخابات، علي بن فليس، في نزاهتها بعدما أعلن عن فوز بوتفليقة بنسبة 81 بالمئة من الأصوات.
وكان بوتفليقة قد أصيب العام الماضي بجلطة دماغية أدخل على إثرها مستشفى فال دو غراس بباريس حيث مكث ثلاثة أشهر، وهو ما أدى إلى تدهور حالته الصحية بشكل ملحوظ.