بالنسبة للباحث الجزائري في العلوم السياسية، أغيلاس آيت العربي، فإن هناك 5 دروس يمكن استخلاصها من الانتخابات الرئاسية الجزائرية الأخيرة.
الباحث اعتبر في مقال له بموقع “هافنغتون بوست” أن الدرس الأول يتمثل في “استمرار الوضع القائم” (statu quo) في الجزائر، بالرغم من أن ترشح بوتفليقة لولاية جديدة لم يكن نتيجة لتوافق داخل مؤسسة الجيش، وهو ما تؤكده الخرجات الإعلامية للأمين العام لحزب جبهة التحرير عمار سعداني والجنرال المتقاعد حسين بن حديد.
الباحث يرى أن الدرس الثاني يتمثل في كيفية استغلال مفهوم “الاستقرار” من أجل شرعنة ترشح بوتفليقة وحصيلته الرئاسية، خصوصا دوره في المصالحة الوطنية، والترويج لفكرة أنه من دون بوتفليقة فإن الجزائر معرضة “للفتنة الداخلية” وللخطر الخارجي.
بالإضافة إلى هذا المفهوم برز إلى السطح كذلك، يضيف آيت العربي، مصطلح “المرحلة الانتقالية”، والذي طرحه المجتمع المدني الذي يحمل تصورا آخر للجزائر والذي نجح في فرض هذا المفهوم على ساحة النقاش العمومي كمفهوم بديل للوضع القائم في البلاد، وكمرحلة يجب أن تنخرط فيها البلاد من أجل الخروج من مأزق النظام الحالي نحو مستقبل أفضل.
الدرس، يتمثل في كون المجتمع المدني في الجزائر أثبت أنه مجتمع ما يزال حيا، وإن كان بصعوبة، وأنه يناهض من أجل الإفلات من وصاية الدولة التي لا ترضى بقيام جمعيات تتمتع بالاستقلالية في علاقتها بالسلطة.
وتشكل حركة “بركات” في نظر الكاتب مثالا على هاته الحيوية رغم الهجمات التي تعرضت لها ومحاولات التحكم والتوجيه التي استهدفتها. بيد أن هذا المجتمع المدني، يقول أغيلاس آيت العربي، لا يزال يعاني من ضعف المصداقية في نظر الشعب وكذا ضعف التنظيم والقدرة على التعبئة والإقناع. غير أن الكاتب لا يتجاهل ما يتعرض له الناشطون المدنيون من قمع بوليسي وهو ما يؤثر على قدرتهم على الحشد.
أما الدرس الرابع فيتمثل في نظر كاتب المقال في كون التزوير ما يزال عملة رائجة في الانتخابات الجزائرية، وهو ما يساهم في تعرية الوجه الحقيقي للسلطة رغم المساحيق التي تحاول وضعها من أجل إخفاء حقيقة التحكم في المشهد السياسي، الذي يعد من بين مظاهره خلق تعددية سياسية مصطنعة. الانخراط الواسع للإدارة المقربة من بوتفليقة في عملية التزوير يثبت تفشي الزبونية السياسية في دواليب السلطة حيث توزيع المناصب ليس بناء على الكفاءة والنزاهة ولكن حسب منطق الولاءات.
وفي آخر المطاف، يرى أغيلاس آيت العربي أن الدرس الخامس الذي يمكن الخروج به من رئاسيات الجزائر هو أن الوضع في البلاد هو أشبه بقنبلة موقوتة تغذيها الوضعية الاجتماعية المزرية التي تجد تمظهراتها من خلال احتجاجات وصراعات ذات طابع إثني ومذهبي أحيانا.
الكاتب يرى أن حدة الاحتجاجات ذات الطابع الاجتماعي تزداد، فضلا عن ما تشهده غرداية ومنطقة القبائل من مواجهات ذات طابع مذهبي وإثني، في وقت يظهر فيه التاريخ الحديث للجزائر أن السلطة لا تجيد كيفية التعامل مع مثل هذا النوع من الاحتجاجات.
تجنب الكارثة الاجتماعية في الجزائر يقضي، في نظر الكاتب، البدء بمعالجة هذا باعتباره أولوية الأوليات لفترة ما بعد 17 أبريل 2014.
اقرأ أيضا
الصحراء المغربية.. الولايات المتحدة تجدد دعمها للمبادرة المغربية للحكم الذاتي كحل جدي وموثوق به وواقعي
جددت مساعدة وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط، باربرا ليف، اليوم الجمعة بالرباط، تأكيد دعم …
بعد اجتماعات.. حزب الاستقلال يكشف موعد مجلسه الوطني
أعلن حزب الاستقلال اليوم الجمعة، عن موعد مجلسه الوطني. وأوضح حزب الميزان في بلاغ له …
أصبح مليونيراً دون أن يدري.. البحث عن فائز “يانصيب” مجهول
تقاسم اثنان من حاملي التذاكر المحظوظين، الجائزة الكبرى التي بلغت 5.275.282 جنيهاً إسترلينياً في سحب …