المستكشفون الاسبان يتهمون المغرب بالتقصير!!

ألقى الحادث المأساوي الذي تعرض له ثلاثة اسبان، من هواة استكشاف المغاوير والفجاج العميقة، بجبال الاطلس؛ بظلاله على العلاقات المغربية الاسبانية، على الرغم من ان وزير الخارجية الاسباني، مارغايو، حاول باسلوب ملتبس ان يقلل من تاثير الحادث وبالتالي تأزيم العلاقات اكثر مما هي عليه. فقد صرح الوزير ان السلطات المغربية بذلت كل مل في امكانها لانقاذ مواطني بلاده.
لكن رئيس الدبلوماسية الاسبانية، وفيما يشبه لوما مبطنا للرباط قال انه تمنى لو وصلت عناصر الانقاذ الاسبان، الى مكان الحادث في الوقت المناسب، اذا لكانت النتيجة مغايرة من وجهة نظره؛ موضحا ان بلاده حين طلبت من السلطات المغربية الإذن باقلاع الطائرة المجهزة بوسائل الاغاثة والانقاذ، كانت هذه الاخيرة جاثمة في المطار وجاهزة للتحليق، محملا مسؤولية التاخير في الموافقة للطرف المغربي، تلميحا لا تصريحا.
وكان رئيس الوزراء الاسباني، ماريانو راخوي، أثنى صباح الاثنين الماضي في معرض حديث مع الاذاعة الوطنية الاسبانية، على الجهود التي بذلها المغرب، دون ان يوجه لوما له بالتقصير، لانه يعلم مسبقا، ما تتوفر عليه جارة بلاده الشمالية من تجهيزات واستعدادات لمواجهة حادث نادر من هذا الصنف.
وإلى ذلك، يتعرض المغرب لحملة اعلامية تقودها جمعية “مستكشفي المغارات” في الاندلس، مفادها ان بلادنا متخلفة وغير مجهزة لمواجهة هذا الصنف من الحوادث بمثل الوسائل المتطورة التي تتوفر عليها إسبانيا والتي حال تلكؤ السلطات المغربية دون وصولها في الوقت المناسب، بل ان الجمعية استغربت ان لا يتوفر مستشفى مدينة ورزازات على مصلحة للتشريح الطبي، الأمر الذي استوجب نقل الضحيتين الى مدينة مراكش، لاتمام الاجراءات الطبية والادارية، علما ان عائلتي الضحيتين تستعجلان وبالحاح عودة الجثمانين.
وتستغل جمعية الاستكشاف الاندلسية، مشاعر الحزن الذي اصاب عائلة الضحيتين وتعاطف الراي العام معهما لدرجة ان ذات الجمعية، انكرت ان تكون فرق الاغاثة المغربية، قد بذلت أي جهد لانقاذ المستكشف الثالث، وهو بالمناسبة رجل امن، افلت من الموت باعجوبة بوسائله الذاتية كما تقول الجمعية ساخرة.
وكشف الحادث الدرامي، جوانب غريبة، لم يستغلها المغرب، لصد الحملة الاعلامية التي يتعرض عليها كل يوم، لحد ان صحيفة وازنة مثل “إلموندو” وضعت عنوانا على صفحتها الاولى، منذ ايام اوردته على لسان عائلات الضحايا، متهمين حكومتي البلدين بالمسؤولية عن وفاة المستكفشفين!!
وتعند الصحافة الاسبانية الى التستر على الاخطاء التي ارتكبها المستكشفون في حق انفسهم، فقد زاروا المغرب بصفة سياح، وليسوا كمستكشفين للمغارات. لم يكونوا مجهزين بالعتاد اللازم في مثل تلك المغامرات المحفوفة بالمخاطر الجمة كما لم يصطحبوا معهم خلال مغامراتهم اي مرشد مغربي، يستعان به، وأيضا لم يكونوا متوفرين على جهاز G P S لتحديد موقعهم في فجاج منطقة وعرة، يجهل ما تخبئه مغاراتها وتضاريسها.
وتحيط سحب من الشك برحلة المستكشفين، على اعتبار وجود ضباط امن ضمن المجموعة الكبيرة التي انقسمت الى فئتين، توجهتا نحو جهتين مختلفتين، اتفقتا على اللقاء في نقطة.
والسؤال هو لماذا لم يفصح المستكشفون الاسبان عن هوياتهم الوظيفية اثناء وصولهم الى التراب المغربي. اذ جرت العادة ان تخص السلطات الامنية والعسكرية بين البلدان، العناصر الزائرة بمعاملة واهتمام من لدن نظيرتها في البلد المضيف.
وارتكب نفس الخطأ في حق المغرب وسيادته، فريق المغيثين من جمعية المستكشفين بالاندلس، فقد دخلوا بدورهم كسياح، حاملين معهم عتاد الاغاثة، الامر الذي سبب إشكالا للجانب المغربي بخصوص كيفية التعامل مع معدات لم يألفوا ان يحملها السياح معهم، ومع ذلك فقد غضوا الطرف ما دام الدافع انسانيا.
ويبدو ان الكلمة المناسبة لوصف ما حدث، هي تلك التي وردت على لسان وزير خارجية اسبانيا الذي اعترف بوجود “خلل” في معالجة الحادث، دون ان يتهم صراحة المغرب دون بلاده، كونه يدرك ان بلدانا كثيرة واجهت هذا الصنف من الحوادث التي يتسبب فيها مغامرون مهووسون، لا يبالون بالاخطار وعواقب مغامراتهم الجنونية.
يذكر ان المستكشف الثالث، خوان بوليفار، الناجي من المأساة، عاد امس الثلاثاء، الى مدريد حيث استقبله في المطار وزير خارجية بلاده.

* تعليق الصورة: وزير الخارجية الاسباني يستقبل المستكشف الناجي

اقرأ أيضا

تسليط الضوء في فيينا على تطوير شراكة متعددة الأبعاد بين المغرب والنمسا

عقد في فيينا اليوم الأربعاء مؤتمر بشأن إقامة شراكة متعددة الأبعاد بين المغرب والنمسا، بمبادرة …

الداخلية الإسبانية تبرز دور المغرب في جهود الإغاثة

قالت وزارة الداخلية الإسبانية، إن فريق الإغاثة القادم من المغرب بدأ العمل بالفعل في المناطق المتضررة جراء الفيضانات.

عيد الاستقلال .. ذكرى خالدة تجسد تلاحم العرش والشعب وتضحياتهما في سبيل الوطن ومقدساته

يخلد الشعب المغربي، بكل مشاعر الفخر والاعتزاز، غدا الاثنين، الذكرى التاسعة والستين لعيد الاستقلال المجيد، الذي جسد أرقى معاني التلاحم بين العرش العلوي والشعب المغربي في ملحمة الكفاح للذود عن وحدة الوطن وسيادته ومقدساته.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *