اودعت السجن بأمر قضائي ،صباح اليوم ، بتهمة المشاركة في الارهاب ،والدة التوامين اللذين كانا يستعدان للسفر الى سوريا عبر المغرب ، للقتال في صفوف “داعش” في حين سيحال الصبيان على قاضي الاحداث .
وروت يومية (اب ث )الاسبانية معلومات عن العائلة المغربية التي جرى اعتقالها فجر امس الثلاثاء ، بمدينة ” بالادونا” باقليم كاتالونيا ، على خلفية الاشتباه ان افرادها الاربعة ( الاب والام وتوأمان) لهم توجهات ارهابية اذ كان الشقيقان الصغيران (16 عاما ) يستعدان للذهب الى سوريا بعد اتصالهما بالشبكات الارهابية التي استقطبتهما ، بتشجيع من الام ، الاكثر تشددا ، حسبما يظهر من المعلومات الامنية الاولية ، بدليل انها بدت لحظة الاعتقال مزهوة بما فعله ابناؤها بل انها نزعت عن رأسها لحافا كان مغطى به ، وعرضت نفسها سافرة الوجه لأضواء كاميرات وسائل الاعلام التي هبت لسكنى الاسرة المغربية في الدروب الضيقة لمدينة تقطنها يتعدى سكانها مائتي الف ، غالبيتهم من المغاربة والباكستانيين.
وتوجه مراسلو الجريدة الاسبانية المحافظة بعدد من الاسئلة الى جيران العائلة المغربية ومعارفها التي وفدت الى المدينة منذ اكثر من عشر سنوات ، فأكدوا جميعهم ان الاربعة المعتقلين اناس عاديون يعاملون جيرانهم بادب ولا يثيرون مشاكل بالمرة .
لكنهم اقروا بتغيير لمسوه في سلوك الصبيين منذ عودتهما من مدينة تطوان ( شمال المغرب ) حيث امضيا فترة ، ترددا خلالها على احدى الكتاتيب القرأنية . وعلى اثر ذلك قرر الصبيان بعد العودة هجرة المدرسة التي كانا يتابعان فيها دراستهما كتلميذين عاديين ،مندمجين في البيئة المحلية ، يمارسان الرياضة ويلعبان كرة القدم ؛ يهتمان بأخبار مباريات كرة القدم ، يتابعان بعضها في مقاهي البلدة او يكتفيان بالسؤال عن نتائج البطولة .
واوضح معارف الاسرة ان سلوك التلميذين بدأ يتغير منذ عودتهما من المغرب وانقطاعهما عن الدراسة بل صارا يتشبهان في مظهرهما ( طريقة اللباس وقص شعر الرأس) بالمتشددين ، كما لاحظوا ان الشقيقين اصبحا قليلي الكلام ومتحفظين مع من كانوا يخالطانهم بكيفية تلقائية
وتعتقد الجهات الامنية ان الام ، ربما تقف وراء تحويل ابنيها نحو الافكار الجهادية ، وبالتالي فانها اعلنت اعتزازها باستشهاد نجلها “ياسين” في الاراضي السورية ، مقاتلا تحت راية تنظيم موال ل “داعش”
ووقفت الجريدة الاسبانية عند تفصيل صغير لم تعره ادارة مدرسة الصبيين المعتقلين اي اهتمام ، حين قاطعا دروس الموسيقى اعتقادا منهما ان الدين الاسلامي يحرمها وكذا الاقتراب من آلات عزفها .
الى ذلك لم يشر الامن الاسباني اذا ما كان قد طلب من نظيره المغربي ، التحقيق في مجموعة الكتاتيب القرآنية في مدينة تطوان وشمال المغرب عموما . هل يوجد رابط بينها وبين المنظمات الجهادية المتطرفة وهل تمتد الشبكة نحو مدن وبلدات اخرى توجد بها فروع ومؤطرون يستغلون براءة الاطفال .
ومن المعتقد ان يكشف التحقيق الامني عن معطيات جديدة، مع وجوب الحذر في التعامل معها من طرف المحققين المغاربة، على اساس ان الجانب الاسباني يميل الى المبالغة في بعض الاحيان عند اكتشافه لتنظيمات جهادية ، كيفما كانت خطورتها .
الصورة: والدة التوأمين في سيارة الأمن الإسباني.