يشهد المغرب في السنوات الأخيرة تطورًا ملحوظًا في مجال الصناعات الدفاعية، في إطار سياسة تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز القدرات العسكرية الوطنية.
وفي تطور نوعي لهذه الصناعة، كشفت صحيفة Médias24 أن عملية تحديث مقاتلات F-16 المغربية من النسخة Block 52 إلى المعيار الأحدث Viper ستنفذ داخل الأراضي المغربية، ضمن مشروع متكامل للتصنيع والصيانة العسكرية.
وخطا المغرب خطوة جديدة نحو تعزيز سيادته الصناعية وقدراته الدفاعية من خلال وضع حجر الأساس لمركز الصيانة الثقيلة الجديد الخاص بطائرات النقل C-130 والمقاتلات F-16، الذي سيقام في مدينة بنسليمان.
هذا المشروع الطموح، الذي ستتولى تشغيله شركة Maintenance Aéro Maroc (MAM)، يُعد ثمرة شراكة بين القطاعين العام والخاص، ويجسد توجه المملكة نحو بناء قاعدة صناعية عسكرية متطورة ومستقلة.
ووفق المصدر ذاته، فإن المشروع مدعوم بشكل مشترك من قبل الشركة البلجيكية Sabena Engineering، وعملاق الدفاع الأمريكي Lockheed Martin، والمطور الأمريكي MDEZ (مجموعة CDG).
أما البنية التحتية نفسها فستكون مملوكة لشركة Maroc Aeronautic Assets (MAA). ويتولى قيادة هذه الكيان الاستراتيجي الجديد أمين شعبي، الذي يشغل أيضًا منصب المدير العام لشركة Maintenance Aéron Maroc.
وتم تصميم مساحة المركز التي تبلغ 18,000 م² لتلبية احتياجات الصيانة الثقيلة (Maintenance) الخاصة بـ Lockheed Martin، بحيث يمكنه استقبال ما يصل إلى 3 طائرات في الصيانة و7 في آنٍ واحد.
وستمكن هذه البنية التحتية من تنفيذ عدة أنواع من الصيانة وفق Programme Depot Maintenance، وهو رقم قد يتغير بناءً على حجم الأشغال المطلوبة لكل طائرة. كما تم تصميم الموقع أيضًا لاستقبال عدة طائرات F-16 المقاتلة عند الحاجة.
ووضع حجر الأساس لهذا المركز لا يمثل مجرد بداية مشروع بناء جديد، بل هو تجسيد لرؤية استراتيجية تهدف إلى منح المغرب استقلالية صناعية وتقنية في مجال الصيانة الجوية العسكرية، مع تطوير خبرة محلية رفيعة المستوى في هذا القطاع الحيوي.
ومنذ سنة 2020، أطلق المغرب استراتيجية وطنية لتطوير الصناعات الدفاعية بعد صدور القانون 10-20 الذي يسمح بإنشاء شركات محلية لتصنيع وتصدير المعدات العسكرية.
مشاهد 24 موقع مغربي إخباري شامل يهتم بأخبار المغرب الكبير