مشاهد 24
في تطوّر خطير وغير مسبوق في تاريخ العبث السياسي، قرر نظام العسكر أن يخوض معركته الحاسمة ضد أخطر كيان عرفته الإنسانية: المملكة المغربية!
ولكن ليس بالحروب ولا بالمفاوضات ولا حتى بالمقالات… لا، لا!
بل بالممحاة.
نعم، الممحاة!
الجزائر تحارب المغرب حاليًا بـ”الريشة” والممحاة وتمضي ساعات طويلة في اجتماعات مغلقة هدفها الأسمى: كيف نمحو اسم المغرب من خريطة العالم دون أن ننسى محوه من نشرة الطقس؟
الرئيس تبون، المعروف بتصريحاته التي تشبه خلطًا بين نهيق الحمار وخطابات القذافي، خرج ليجدد “موقف الجزائر الثابت” من الصحراء المغربية مؤكدًا أن دعم البوليساريو ليس سياسة، بل مبدأ من مبادئ الشريعة الغازية.
وأكد أيضًا أن الجزائر مع فلسطين “ظالمة أو مظلومة”، وهي عبارة تصلح أكثر كشعار لفيلم مصري عن الصعايدة وليس كخطاب لرئيس يظن أن فلسطين في تندوف والصحراء في نابلس.
وإذا ظننت أن هذا أقصى ما يمكن للعقل الرسمي الجزائري أن ينتجه، فأنت مخطئ!
فالعبقرية الجزائرية لا تعرف حدودًا، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالمغرب، فهم الآن يحتضنون ندوة دولية بعنوان: “حالة حقوق الإنسان في الريف المحتل”!
نعم نعم، سيدي القارئ، “الريف المحتل”!
ما الذي تبقى؟ مؤتمر عن “استقلال الفُقيه بن صالح”؟ ملتقى للتضامن مع “لاجئي العرائش”؟ أم حملة دولية لمطالبة الأمم المتحدة بحماية “شعب بني ملال العظيم” من الاحتلال المغربي الغاشم؟
في مقر الحزب الوطني الريفي (والذي يعتقد البعض أنه غرفة فوق مقهى شعبي في وهران)، اجتمع نخبة من السياسيين الحقوقيين الدوليين الذين لا يعرفهم أحد، لبحث معاناة الريف في ظل الاحتلال المغربي.
وقد تناول المؤتمر، حسب التسريبات، مواضيع عميقة من قبيل:
كيف نمنع المغاربة من أكل السردين الريفي؟
لماذا لا تُدرج الأمم المتحدة “الكسكس بالسمك” ضمن قوائم الإبادة الثقافية؟
وهل يجوز استخدام كلمة “طنجة” في الحوارات الأدبية دون الرجوع للحكومة الجزائرية؟
والطريف أن الجزائر، في لحظة هستيرية جميلة، قامت بمحو اسم “المغرب” من لوائح المشاركين في بطولة الكاف للنساء المقامة… في المغرب نفسه!
هذا يشبه أن تقوم بتنظيم حفلة عيد ميلاد في بيت جارك، ثم تطرد صاحب البيت لأنه “يهدد الأمن القومي بالكعكة”!
أو أن تشارك في عرس مغربي، ثم ترفض الاعتراف بوجود العريس!
المرة القادمة، قد تطالب الجزائر بتغيير اسم “المحيط الأطلسي”، لأنه يلامس شواطئ المغرب، وهذا يشكل تهديدًا مائيًا للسيادة الجزائرية.
الحقيقة أن النظام الجزائري لا يعاني من مشاكل سياسية بقدر ما يعاني من عُقد نفسية مزمنة، وأخطرها:
المغرب ينجح؟ إذًا نحن نُصاب بالإسهال الثوري.
المغرب يبني؟ إذًا نحن نهدم ونصرخ “الاستعمار يعود”!
المغرب يُذكر في جملة مفيدة؟ إذًا لا بد من حذف تلك الجملة من ذاكرة البشرية.
إنهم لا يكرهون المغرب كدولة فقط، بل يكرهون حتى كلمة “مغربي” في قاموس اللغة، حتى لو جاءت في وصف طبق “الكسكس المغربي”… بل إن أحد وزرائهم يُقال إنه يرفض تناول الزيتون الأسود لأنه يُزرع في تاونات!
وفي الختام، نقول للنظام الجزائري الحبيب:
استمروا! نعم، استمروا في هذه المسرحية الكوميدية، فنحن نحب الضحك، خصوصًا عندما يأتي من نظام يجتمع كل يوم ليناقش خطر المغرب على أمن الطاجين الوطني!
فالمغرب مستمر في طريقه، يبني، يخطط، يتطور…
أما أنتم، فابقوا منشغلين بمحو الاسم من اللوائح، ومن الخرائط، ومن البطولات… علّكم في يوم من الأيام، تمحونه من أذهانكم.
لكن هيهات… فالمغرب ليس اسمًا فقط، إنه عقدتكم الأبدية
مشاهد 24 موقع مغربي إخباري شامل يهتم بأخبار المغرب الكبير