من بين آخر أعراضِ حالة التيه الإستراتيجي للنظام العسكري المستولي على السلطة في الجارة الشرقية، تسليط أبواقه الرسمية لتوجيه اتهامات واهية للسفير الإماراتي في الجزائر، يوسف سعيد خميس، معتبرة أنه “يلعب بالنار” من خلال مساعيه لـ”زرع الفوضى داخل البلاد”، حسب تعبيرها.
فقد شنت صحف وقنوات جزائرية بينها “الخبر” و”النهار”، حملة ضد السفير الإماراتي، إثر جولة قام بها مؤخرا رفقة وفد من بلاده إلى كل من مالي، وبوركينافاسو، والنيجر.
وقالت أبواق عصابة قصر المرادية، التي انساقت مع الانفعال، إثر تلقيها تعليمات من الجنرالات، إن السفير “ينفذ مهمة تهدف إلى زعزعة الاستقرار في الجزائر”، مشيرة إلى أنه كان يُفترض أنه في بلاده بداعي العلاج، غير أنه كان حاضراً مع الوفد الإماراتي في زياراته إلى دول الساحل الثلاثة، مما يثير -بحسبها- شكوكا جدية حول أهدافه الحقيقية.
وتابعت الأبواق الرسمية للنظام العسكري الجزائري ترهاتها، مدعية أن تواجد السفير الإماراتي في تلك الدول “يُعدّ دليلاً كافياً على أنه يُشكل خطراً حقيقياً”، معتبرة أن “هذه الزيارة قد سحبَت منه كلياً أي شرعية وجعلته محل شبهة في نظر السلطات الجزائرية”.
ويذكر أن الجولة المكوكية، التي قام بها وفد إماراتي رفيع بقيادة وزير الدولة في وزارة الخارجية، شخبوط بن نهيان آل نهيان، إلى دول الساحل، شملت مالي والنيجر، أثارت قلق النظام العسكري الجزائري، حيث جاءت في وقت تشهد فيه علاقات الجزائر مع دول منطقة الساحل، تدهورا في أعقاب حادثة إسقاط الجيش الجزائري لطائرة مسيرة تابعة للجيش المالي، نهاية شهر مارس الماضي.
إثر ذلك، اتخذت هذه الدول موقفا موحدا بسحب سفرائها من الجزائر وهو ما تم مقابلته بالمثل من الطرف الجزائري، لتعمق عصابة قصر المرادية عزلتها الإقليمية.
مشاهد 24 موقع مغربي إخباري شامل يهتم بأخبار المغرب الكبير