مشاهد24
بعد صراع مشوق امتد لسبع جولات، نجح وزير خارجية جيبوتي محمد علي يوسف من الفوز بمنصب المفوض الأفريقي بأغلبية ثلثي الأصوات المطلوبة (33 صوتا)، وذلك خلال الجولة السابعة (الأخيرة)، وجنب بذلك الاتحاد الأفريقي إعادة الانتخابات بعد ستة أشهر.
وبالعودة إلى مجريات التصويت، وعلى الرغم من تصريحات رئيس الوزراء الكيني السابق رايلا أودينغا من تأمينه 28 صوتا قبل بدء التصويت، إلا أن نتائج الجولة الأولى لم تمنحه سوى 20 صوتا، مقابل 18 صوتا لمنافسه محمد علي يوسف، و10 أصوات لثالث المرشحين، وزير خارجية مدغشقر ريتشارد راندرياماندراتو، مع امتناع دولة واحدة عن التصويت. وضع لم يتغير كثيرا خلال الجولة الثانية (22 لأودينغا، 19 ليوسف، و7 لراندرياماندراتو)؛ بينما انقلب الوضع في الجولة الثالثة بتفوق يوسف بواقع 23 صوتا، مقابل 20 صوتا لأودينغا، و5 أصوات لراندرياماندراتو، ليصار إلى إقصاء هذا الأخير، وتنحصر المنافسة بين يوسف وأودينغا.
وفي الجولات الثلاث الموالية، تجمدت أصوات المرشح الكيني عند 21 صوتا، بينما نال مرشح جيبوتي 25 صوتا في الجولة الرابعة، و26 صوتا في الجولتين المواليتين، ليتم إقصاء أودينغا مع نهاية الجولة السادسة، وخوض يوسف جولة أخيرة حاسمة من أجل الوصول إلى أغلبية الثلثين (33 صوتا) وتجنب خوض معركة انتخابية لاحقة، وهو ما تحقق في نهاية المطاف.
جدير بالذكر أن خسارة رايلا أودينغا، الذي طالما اتخذ مواقف عدائية تجاه الوحدة الترابية للملكة المغربية، تعتبر خسارة للنظام الجزائري وحليفه الجنوب أفريقي، ونصرا للدبلوماسية المغربية، التي تجنبت باختيار ممثل جيبوتي، الذي تمتلك بلاده قنصلية في الأقاليم الجنوبية للمملكة، تكرار تجربة الجنوب أفريقية نكوسازانا دلاميني زوما التي ترأست المفوضية من 2012-2017.
فوز وزير الخارجية الجيبوتي، الذي يعتبر عميد وزراء الخارجية الأفارقة (في المنصب منذ 2005)، يعتبر فوزا شخصيا للملكة المغربية، ودليل لا تخطئه عين على قوة الدبلوماسية المغربية في القارة السمراء.