قال الدكتور عبد الرحمان مكاوي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة “ديجون” الفرنسية الخبير في الشؤون الاستراتيجية، إن إعلان جمهورية غانا تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع “الجمهورية” الوهمية، يبرز مدى نشاط الدبلوماسية المغربية التي اشتغلت بقوة منذ العودة إلى “البيت الإفريقي”.
وأوضح مكاوي في تصريح لـ”مشاهد24″، أن الملك محمد السادس سطّر منذ سنوات استراتيجية متعددة الأبعاد تكمُن في العودة بقوة إلى إفريقيا اقتصاديا وسياسيا لتفتيت الأسطوانة المشروخة التي روجها النظام الجزائري، لافتاً أن السياسة الملكية الحكيمة أعطت أكلها.
ويعتقد الخبير، أن القرار الغاني يتناغم مع ما كان ينادي به الزعيم الغاني كوامي نكروما (21 شتنبر 1909 – 27 أبريل 1972)، مؤسس دولة غانا الوحدوي، والذي كان مقربا من الملك الراحل محمد الخامس، إذ ساهم أيضا في انعقاد أول مؤتمر للوحدة الأفريقية في مدينة الدار البيضاء خلال ستينيات القرن الماضي. مبرزاً أن غانا دائما ما كانت تلعب أدوارا مهمة في القرارات الإفريقية.
وشدد مكاوي، على أن هذا القرار أسقط أوراق التوت عن النظام العسكري الجزائري المتصلب، والذي يتجه نحو التقهقر والانحدار، كما يُسلط الضوء على العزلة التي تعيشها جبهة “البوليساريو” الانفصالية، إذ تحول هذا الأخير إلى كيان منبوذ.
وسقوط أوراق التوت الواحدة تلو الأخرى – يستطرد أستاذ العلاقات الدولية – قد يدفع المغرب إلى مطالبة الاتحاد الافريقي بسحب الاعتراف بـ”الجمهورية الوهمية” التي لا تتوفر على شروط الدولة.
وأكد مكاوي أن الدول الإفريقية باتت تعي السياسية الخارجية للجزائر، التي توظف قضية غير عادلة مبنية على الهيمنة والتسلط والاستعلاء لتنفيذ أجندتها التخريبية، مبرزاً أن الدبلوماسية الجزائرية أضحت مفضوحة في جل الأقطار.
وبفضل الزخم الذي أعطاه الملك محمد السادس، لقضية الصحراء المغربية، قطع أو علق 46 بلدا، من بينهم 13 بلدا إفريقيا، علاقاته مع “الجمهورية” الوهمية، وذلك منذ سنة 2000.
وقررت جمهورية غانا تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع “الجمهورية” الوهمية.
وجاء الإعلان عن هذا القرار في وثيقة رسمية لوزارة الشؤون الخارجية والاندماج الإقليمي لجمهورية غانا، موجهة إلى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج للمملكة المغربية.
وقررت جمهورية غانا “إبلاغ حكومة المملكة المغربية والاتحاد الإفريقي ومنظمة الأمم المتحدة بهذا الموقف على الفور، عبر القنوات الدبلوماسية”.