اختتم مؤتمر المستقبل المنعقد بالرباط، بالتأكيد على أهمية الشراكة الاستراتيجية القائمة بين إفريقيا وأمريكا اللاتينية من أجل التقدم والتنمية في إطار التعاون جنوب جنوب.
ووجه “إعلان الرباط” الذي توج أشغال مؤتمر المستقبل نداءات إلى القوى الدولية، في ظل تسارع الأحداث وتناسل التوترات العالمية.
وتمثلت هذه النداءات أساسا في ضرورة بناء السلم وتحقيق الأمن على أساس احترام القانون الدولي، وحجر الزاوية فيه احترام سيادة الدول ووحدتها الترابية وسلامة أراضيها، تكريسا للشرعية الدولية، والوقاية من الأزمات والنزاعات، التي تقوض الاستقرار والتنمية والعيش المشترك.
وثانيا تيسير حصول بلدان إفريقيا وأمريكا اللاتينية على تكنولوجيا الاقتصاد الأخضر، وإنتاج الطاقة من مصادر متجددة، والتحفيز الدولي على تعبئة المياه، وحسن استعمالها وتحلية مياه البحر، بما يساهم في إقامة مشاريع زراعية كبرى تضمن الأمن الغذائي.
في نفس الاتجاه، نادى الإعلان بتيسير نقل التكنولوجيا إلى بلدان القارتين، لتمكينها من استغلال مستدام للأراضي الزراعية وتوفير الغذاء والمساهمة بالتالي في ضمان الأمن الغذائي المحلي والعالمي.
وفيما يتعلق بقضية الهجرة، أكد المشاركون على ضرورة التشبث بروح الميثاق العالمي للهجرة الذي تم تبنيه بمناسبة انعقاد المؤتمر الحكومي الدولي بمراكش في 10 دجنبر 2018، وصادقت عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة في 18 دجنبر 2018، وخاصة في ما يتعلق بضمان هجرة آمنة منظمة ومنتظمة تكفل حقوق المهاجرين.
من جهة أخرى، سجل الإعلان الإمكانيات الهائلة التي توفرها الاختراعات التكنولوجية وخاصة الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد والخدمات والمعارف والتدبير، لكن حذر في المقابل، من التهديدات التي يشكلها الذكاء الاصطناعي، وإلى الهوة الرقمية الصارخة في هذه التكنولوجيا بين الشمال والجنوب.
جدير بالذكر، أن مؤتمر المستقبل انعقد يومي الثلاثاء والأربعاء، بشراكة بين البرلمان المغربي بمجلسيه، ومؤسسة “لقاءات المستقبل”، ومجلسي النواب والشيوخ في جمهورية الشيلي.
وقد عبر المشاركون في المؤتمر، عن امتنانهم للمملكة، على كرم الضيافة وحسن الاستقبال وعلى استضافتها لهذا الحدث الهام، كما ثمنوا الرؤية الملكية في تعزيز التعاون والحوار الدوليين.