أكد عبدالمنعم الكزان باحث في السوسيولوجيا السياسية أن خطاب الملك في الذكرى التاسعة والأربعين للمسيرة الخضراء كان خطابا قويا، ويتناسب مع النجاحات الديبلوماسية التي حققتها المملكة في الدفاع عن قضية الصحراء المغربية.
وأوضح الكزان في تصريح لمشاهد 24 أن الخطاب الملكي حمل عدة رسائل بخصوص هذا الملف، سواء للمواطنين المغاربة أو لأعداء وحدتنا الترابية أو للأمم المتحدة .
وأشار إلى أن الخطاب الملكي أكد على تشبث جميع المغاربة بأرضهم ، وتذكيرهم بالشواهد التاريخية والقانونية في مسار الدفاع عن الوحدة الترابية.
وشدد على أن الملك ركز على عنصر التنمية الاقتصادية والاستقرار السياسي و الأمني الذي تعرفه أقاليمنا الجنوبية، كدليل قاطع على استفادة الساكنة من ثمار التنمية، إذن كل هذه النقاط هي التي ساهمت في دعم مبادرة الحكم الذاتي للصحراء المغربية، الذي قدمها المغرب بشأن هذا الملف و أصبحت أمرا و واقعا وملموسا.
وأبرز أن الخطاب الملكي كان واضحا ومباشرا وجه من خلاله العاهل المغربي، رسائله إلى المناوئين لوحدتنا الترابية ، بحيث يذكرهم بتخلي الأمم المتحدة عن أطروحة الاستفتاء مع استحالة تطبيقها، كما يذكرهم بالأوضاع المأساوية التي يعيشها المحتجزين في تندوف.
ووجه الملك حسب الخبير رسائله أيضا إلى من يستغل قضية الصحراء، لابتزاز المغرب سياسيا و اقتصاديا أو من يعلق فشله الداخلي في تسيير دولته على ملف وحدتنا الترابية ، ليؤكد الملك على رغبة المغاربة الدائمة في التعاون مع الدول المجاورة في إشارة للمبادرة التي قدمها الملك لولوج دول “الساحل للمحيط الأطلسي”، دون أن يعني قبول المغاربة بانتهاك وحدتهم الترابية.
وأوضح الكزان أن الملك في مضمون خطابه خاطب المنتظم الدولي و على رأسه الأمم المتحدة ، بالعمل على دعم المبادرة الواقعية التي يطرحها المغرب والمرتبطة بالحكم الذاتي تحت السيادة المغربية ، رغم المشروعية التاريخية و القانونية لصحرائه، لحل النزاع المفتعل بدل أمنيات الخصوم التي أكل عليها الدهر وشرب وتنتمي إلى عقليات جامدة لازالت تعيش في كهوف وخيالات القرن الماضي.
وأشار إلى تكريس العناية الملكية بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، حث من خلالها الملك على استعجالية و ضرورة هيكلة المؤسسات المختصة بتدبير شؤونهم، سواء مجلس الجالية المغربية بالخارج باعتباره مؤسسة دستورية مستقلة، أو دعوة لتأسيس “المؤسسة المحمدية للمغاربة المقيمين بالخارج” كمؤسسة استراتيجية تعنى بشؤونها.
وأبرز الخبير في الأخير أن الخطاب الملكي يؤكد مجددا على محورية تشبث المغاربة بوحدتهم الترابية ومن بينها الصحراء المغربية، كما يذكر استعدادهم لدعم جميع المبادرات دولية التي تسعى إلى التعاون المشترك خدمة لمصالح شعوب المنطقة.