الجزائر تفشل إنقلابا عسكريا على زعيم ميليشيا “البوليساريو” وتمرد جماعي بمخيمات تندوف

أجهض النظام العسكري الجزائري انقلاباً عسكرياً على زعيم مليشيا “البوليساريو” المدعو إبراهيم غالي.

القصة بدأت قبل أسابيع، عندما وقع تمرد جماعي بالناحية العسكرية الأولى التابعة للجبهة الانفصالية، انطلق بالقبض على قائد الناحية الأولى رفقة مسؤول الامداد، متورطين في فضيحة اختلاس موثقة استهدفت أموالا وشاحنة مليئة بالمحروقات تجاوزت حمولتها الإجمالية 25 طنا، نجم عنه محاصرة مقر قيادة الناحية، ومصادرة مفاتيح سيارات مسؤوليها ومنعهم من الخروج، فضلا عن تنفيذ اعتصام مفتوح داخل المنطقة العسكرية، إلى حين محاكمة المتورطين، ومن يتعاون معهم. وفق ما ذكره منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف، المعروف اختصارا باسم “فورساتين”.

أياما قليلة – يضيف المصدر ذاته – خرج المدعو إبراهيم غالي بتعيينات وتعديلات في ما يسمى قادة النواحي ونوابهم، لم تشمل إعفاء قائد الناحية الأولى المتورط في الفساد، وهو ما فهمه المتمردون داخل الناحية العسكرية، احتقارا لهم، وتشجيعا للفساد المستشري داخل “المؤسسة العسكرية”، بل وتورط إبراهيم غالي فيه، ومباركته لما يحصل من سرقة دون اتخاذ أي إجراء، ليقرر عناصر الناحية العسكرية الأولى تصعيد الاحتجاج والتمرد على جبهة “البوليساريو” وقيادتها، وإعلان الانشقاق إلى حين إنصافهم وفتح تحقيق في القضية المعروضة، أتبعها المحتجون لاحقا مطالب بالتحقيق في تورط غالي في الفساد المالي.

وتحولت المطالب إلى شبه اجماع على الانقلاب على زعيم جبهة البوليساريو، تلته مجموعة من التحركات المدنية والعسكرية، لتتبلور بعدها تحركات سرية للإطاحة بإبراهيم غالي، استطاع النظام الجزائري رصدها وإفشالها في المهد، بعد إيصال المعلومات إلى زعيم “البوليساريو” ورفاقه، واختيار مسار التهديد والوعيد، وتخيير المنشقين بين الانسحاب والاستقالة أو السجن في حالة إصرارهم على الاستمرار في تبني خيار الانقلاب.

بعد استتباب الأمر، وتهديد رموز الانقلاب وإفشال المخطط في بدايته، قام قبل أيام، المدعو إبراهيم غالي بتنظيم زيارة استعراضية التقى فيها مع بعض قادة أركان ما يسمى “الجيش”، وتم تسريب لقطات من هذا اللقاء وتعميمه على وسائل التواصل الاجتماعي والتراسل الفوري، والأمر كله مجرد مسرحية لا أقل ولا أكثر، وأن تصوير الفيديو جاء عن سبق إصرار وترصد، يراد منه بعث رسالة الى المنضوين في صفوف ميليشيات البوليساريو ، من مختلف النواحي، على أن الجميع على قلب رجل واحد، ومحاولة عزل تمرد عناصر الناحية العسكرية الأولى.

عقب ذلك، أعلن قرابة 100 عنصر مسلح من عناصر ميليشيا البوليساريو في “الناحية العسكرية الأولى” بالرابوني، أمس الثلاثاء، عن حركة انشقاقهم وتمردهم على قيادات الجبهة الانفصالية بسبب تورطها في الفساد، حيث أقدموا على تسليم معداتهم وآلياتهم العسكرية إلى ما يسمى “وزارة الدفاع”، رافضين بذلك مواصلة المرابطة على جبهات القتال.

ولا زالت الاستقالات وإعلانات الخروج من الخدمة تتوالى، وقيادة عصابة “البوليساريو” تسارع الزمن لاحتواء ما يمكن احتواءه.

اقرأ أيضا

حدث في 2024.. السياحة المغربية تحقق أرقاما تاريخية وتطمح لتصبح أفضل الوجهات الدولية

عرفت سنة 2024 أرقاما قياسية على مستوى السياحة الوطنية، متجاوزة فترة مابعد كورونا التي أثرت …

إغلاق أسوأ حديقة حيوانات في بريطانيا

ستغلق إدارة حديقة حيوان ساوث ليكس سفاري كمبريا البريطانية، أبواب الحديقة نهاية العام الجاري، والتي …

شركة تجميل تطرد جميع موظفاتها بشكل تعسفي.. ما القصة؟

واجهت شركة هندية ناشئة في مجال التجميل، تدعى “نعم سيدتي- yes madam”، مقرها نويدا، غضباً …