شكل موضوع “تنمية المداخيل الذاتية للجماعات الترابية والصفقات العمومية بين الإصلاحات وإكراهات الممارسة”، محور لقاء تواصلي نُظّم بالعيون، لفائدة رؤساء الجماعات بالجهات الجنوبية الثلاث.
ويندرج هذا اللقاء، المنظم بمبادرة من الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات، في إطار سلسلة اللقاءات الجهوية التي تسعى إلى رصد مختلف الصعوبات والمعيقات المتعلقة بتدبير الشأن العمومي المحلي، والتفاعل مع الشركاء المحليين، بالإضافة إلى تبادل التجارب والخبرات الرائدة للارتقاء بأساليب الحكامة الترابية.
وأكدت الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات، أن موضوع الصفقات العمومية والمداخيل الذاتية في علاقتهما بالتنمية المحلية يستمد راهنيته وأهميته من التزام المنتخبين المحليين بالسعي الدائم لإيجاد الحلول المستدامة والناجعة، وتقاسم التجارب والممارسات الفضلى في الجهود التي يبذلها رؤساء مجالس الجماعات لمواجهة مختلف التحديات المتعلقة بالتدبير المحلي والحكامة الترابية الجيدة.
وأضافت أن أهمية الموضوع نابعة من الرغبة في لفت الانتباه إلى أهمية الاختصاصات المنوطة بالجماعات الترابية، قياسا بحجم أو مبلغ الموارد المالية والبشرية المرصودة والمخصصة، وارتباطا بالرهانات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية المراد تلبيتها، والتي تزداد تحدياتها مع تضاعف الطلب المجتمعي عليها.
وأشارت أنه “إذا كانت الصفقات العمومية تعتبر تلك الأداة التي تنفذ من خلالها الجماعات الترابية مشاريعها، ومختلف الأشغال التي تحتاجها لتدبير المرافق المحلية، فإنها على المستوى العملي تصطدم للأسف في عدد من الجهات والأقاليم مع محدودية الموارد المالية والبشرية، ومع معيقات أخرى”.
وشددت على أن النموذج التنموي الخاص بهذه الأقاليم، الذي يعد أحد الأوراش المهيكلة التي أعطى انطلاقتها الملك محمد السادس، والذي شكل خارطة طريق واضحة لتنمية مستدامة بهذه الأقاليم.
وأكدت في الأخير حرص الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات الدؤوب، على مواصلة جهود التعاون اللامركزي جنوب-جنوب، لاسيما مع الجماعات الترابية بمختلف بلدان القارة الإفريقية، من خلال الصندوق الإفريقي لدعم التعاون اللامركزي للجماعات الترابية.