تميز مقام العاهل المغربي الملك محمد السادس، اليوم الجمعة، في دولة مالي، بعدة أنشطة. فقد أدى أمير المؤمنين، ورئيس جمهورية مالي، السيد ابراهيم بوبكار كيتا، صلاة الجمعة بالمسجد الكبير بباماكو.
وفي مستهل خطبتي الجمعة بين خطيب المسجد الكبير ، حرمة الظلم على النفس، ودعوة المولى عز وجل المسلمين إلى عدم التظالم بينهم، مبرزا خصلة التضامن بين المسلمين، اقتداء بقول الرسول الكريم “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد إذا اشتكى منهم عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”.
وأضاف الخطيب في هذا الصدد، أن الخير إذا أصاب واحدا من المؤمنين، فكأنما أصاب الجميع، وأن الشر يصيب الواحد أيضا فكأنما وقع ألمه على المجموع، مشيرا إلى أنه في هذا الحديث عظمة بالغة ودرس عظيم إلى المسلمين الذين لا يهتمون بأمر إخوانهم من كوارث ومحن ومصائب وفتن.
وذكر الخطيب بأن الاسلام هو رسالة خير ورحمة وعطف على البشر وسائر الخلق، مبرزا من منطلق المنطوق القرآني خيرية أمة الاسلام التي جعلها الله خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، أمة واحدة في مشارق الارض ومغاربها، أمة ساوى الإسلام بين أبنائها، فلا فرق بين عربي وعجمي، ولا بين أبيض وأسود.
إلى ذلك، ترأس الملك محمد السادس، مرفوقا بالرئيس المالي، السيد إبراهيم أبو بكر كيتا، اليوم الجمعة أيضا بباماكو، حفل وضع الحجر الأساس لتشييد مصحة عصرية ومندمجة للرعاية ما قبل الولادة.
وستستفيد من هذه المصحة، التي ستتكفل ببنائها مؤسسة محمد السادس للتنمية المستدامة، على مساحة إجمالية تبلغ 5 هكتارات (هبة من دولة مالي)، ضمنها 7 آلاف و270 متر مربع مغطاة، ساكنة مدينة باماكو والمناطق المجاورة لها.
وتهدف هذه المصحة، من مستوى عال، التي ستشكل نموذجا بالنسبة لمستشفيات الولادة في منطقة باماكو، إلى تقديم الخدمات والرعاية اللازمة لفترة ما قبل وبعد الولادة من الدرجة الثالثة والتكفل بحالات الحمل المستعصية والتقليص من حالات وفيات الأمهات والرضع.
وستصل الطاقة الاستيعابية لهذا المرفق الصحي ما مجموعه 74 سريرا، و إجراء 500 عملية ولادة سنويا ، مع إمكانية إجراء 200 عملية قيصرية، واستقبال 1400 حالة سنويا في قسم العناية المركزة والإنعاش بالنسبة للأمهات، وكذا 470 حالة من حديثي الولادة وإنعاش الرضع.
من جهة أخرى، أشرف الملك محمد السادس، مرفوقا بالرئيس المالي السيد إبراهيم أبوبكر كيتا، اليوم الجمعة بباماكو، على تسليم هبة عبارة عن نطف للتخصيب الحيواني لفائدة مربي الماشية بمالي.
وتتكون هذه الهبة، التي منحتها مؤسسة محمد السادس للتنمية المستدامة، من 125 ألف نطفة للتلقيح الحيواني، وكذا معدات للتخصيب الاصطناعي تشمل خمسة صناديق للتخصيب الاصطناعي، وخمس حاويات لتخزين النطف مع ستة أوعية.
وتشمل هذه المعدات أيضا، خمس حاويات لتخزين النيتروجين السائل و200 ألف قفاز للفحص و100 ألف أنبوب للتخصيب الاصطناعي.
وسيتم إنجاز برنامج التخصيب الاصطناعي، الذي تصل كلفته المالية إلى ثلاثة ملايين درهم، من طرف فريق مغربي للمساعدة التقنية.
ويتمحور التعاون المغربي المالي من أجل تطوير تربية الأبقار بمالي على ثلاثة محاور هي تكوين تقنيين في التخصيب بالمغرب، وإحداث خمس مدارات للتخصيب الاصطناعي حول مراكز تجمع مربي الماشية ودعم المنظمات المهنية من أجل تدبير برامج التخصيب الاصطناعي.
وفي إطار تفعيل هذا البرنامج، تم نقل نطف التخصيب الحيواني هاته، التي تم إنتاجها بالمغرب تحت مراقبة بيولوجية وصحية مستمرة، في حاويات إلى باماكو.
وبمقتضى هذا البرنامج، سيتولى خبراء مغاربة تقديم الدعم لفائدة التقنيين الماليين في انتقاء الأبقار التي ستخضع للتخصيب، والقيام بعمليات التخصيب الاصطناعي، وكذا تتبع الأبقار المخصبة.
وعلى المدى المتوسط، سيمكن هذا البرنامج من إنتاج أبقار (إف 1 وإف 2) معدلة جينيا، تكون في نفس مستوى وجودة الأبقار الموجودة في المغرب وكذا أوروبا، والرفع من إنتاج الحليب وتحسين دخل المربين.
اقرأ أيضا
المغرب.. تحديات وطموحات لا تنتهي
للوهلة الأولى يبدو للملاحظ الذكي أن المغرب في حركة دائبة وتفاعل واقعي وحذر مع محيطه …
ركائز مهمة للعلاقات الإماراتية- المغربية
لا خلاف على أن العلاقات الاماراتية- المغربية تتمتع بعمق تاريخي بدأ مع وضع أسس هذه …
الإرهاب والتجربة المغربية
سجل المغرب حضورا وازنا على الصعيد الدولي في الآونة الأخيرة، بعد الكشف عن الدور الرئيسي …