دفعت عوامل عديدة قيادة القوات المسلحة الملكية لتغيير عقيدة الدفاع الجوي، وذلك بإضافة بعد الدفاع الصاروخي المتوسط والبعيد إلى منظومة الدفاع الجوي للتراب الوطني، خاصة مع تطور المخاطر القادمة من السماء، سواء مع تطور أدوار المسيرات الجوية، وتطور الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز وغيرها من التهديدات القادمة من الجو و كذا البر و البحر و حتى الغواصات.
وحسب تقرير أعدته صفحة “منتدى فارماروك” على منصة X، فإن هذه الوضعية جعلت من الضروري الاستثمار في ترسانة دفاعية متعددة المستويات قادرة على حماية سماء المملكة والمنشآت الحساسة، ببعد ردعي!
ووفق المصدر ذاته، ففي السابق، اقتصرت وسائل الدفاع الجوي للقوات المسلحة الملكية على بعض الأنظمة قصيرة المدى لمرافقة الأرتال المدرعة وحماية القواعد العسكرية، وكانت مهمة الدفاع الجوي حكرا على الطائرات الاعتراضية، التي لا يمكن أن تواجه هجومات صاروخية مثلا بكفاءة كبيرة. أما خلال العشرية الأخيرة، فقد قامت القوات المسلحة الملكية باستثمار مهم في تعزيز المدفعية أرض-جو عبر تكوين عشرات الضباط وضباط الصف والجنود على قدر عال من الكفاءة قادرين على تشغيل مجموعة من الأنظمة الحديثة قصيرة و متوسطة المدى، في حين يجري التحضير بشكل متسارع لانتشار أولى الأنظمة بعيدة المدى للدفاع الجوي المسلمة حديثا مع متم هذه السنة و بداية السنة المقبلة.
واستعرض التقرير أنواع الأنظمة الدفاعية التي يتوفر عليها المغرب وخصائصها لمواجهة المخاطر.
ومن أهم الأنظمة التي تتوفر عليها المدفعية الملكية أرض-جو:
نظام الدفاع الجوي قصير المدى الصيني TYPE-90 /AF902 FCS مكون من مدافع رشاشة عيار 35 ملم و صواريخ PL9 قصيرة المدى، والذي يستخدم في حماية المنظومات الدفاعية و القواعد العسكرية و مراكز القيادة الميدانية و مهام أخرى.
نظام الدفاع الجوي الصيني SD50 (تنين السماء) الذي استقبلته المملكة قبل سنوات كأول نظام صاروخي متوسط المدى، و الذي تم نشره مؤخرا لحماية بعض المنشآت، النظام قادر على العمل بشكل ذاتي أو في إطار المنظومة الوطنية للدفاع الجوي، سواء لحماية القوات المناورة برا و بحرا و جوا و كذا حماية المنشآت الحساسة، بمدى عملياتي يصل ل50 كلم و علو 20 كلم.
نظام MICA-VL الفرنسي، وهو نظام قصير المدى، بدأ تسليم أولى وحداته السنة الماضية، بمدى عملي يصل ل 20 كلم و ارتفاع 9 كلم. النظام يمتلك تكنولوجيا عالية في رصد و تتبع الأهداف السريعة ما يجعله جد فعال في الدفاع ضد الأخطار الصاروخية (باليستية، مجنحة كروز .. ).
نظام BARAK-MX نظام متوسط-بعيد المدى من المنتظر أن يتم نشره قريبا، أثبت فاعلية كبرى خلال الحرب في كاراباخ، خاصة ضد الصواريخ الباليستية من نوع اسكندر الروسية، ذو بعد ردعي مهم.