قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة ديجون عبد الرحمان مكاوي، الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، إن عودة بيدرو سانشيز إلى رئاسة الحكومة الإسبانية لولاية ثانية، يهدم مخططات أعداء المغرب؛ وفي نفس الوقت يُقوّي العلاقات الثنائية بين الرباط ومدريد.
ورأى مكاوي في تصريح لـ”مشاهد24″، أن هذه العودة من شأنها أن تمنح المزيد من الاستقرار في العلاقات الثنائية، وتُقوّي التعاون لردع المخاطر التي تواجه المغرب وجارته الشمالية خاصة الإرهاب والانفصال والجريمة العابرة للحدود.
وفي تحليله لدلالات هذا الصعود – يستطرد الخبير المختص في العلاقات الدولية – أن الشعب الإسباني راهن على سانشيز (الحصان الرابح)، مبينا أنه بسبب الرهانات الداخلية تم تفضيل سانشيز على اليمين واليمين المتطرف، مشدداً على أنه لو صعد اليمين إلى الحكم لقاد إسبانيا إلى صدام داخلي وخارجي عنيف.
وأردف المتحدث أن أعداء الوحدة الترابية يراهنون الآن على يولاندا دياز زعيمة حزب “سومر” اليساري من أجل محاولة إقناع سانشيز لتغيير موقفه إزاء قضية الصحراء، إلا أن يولاندا وقعت اتفاقا حكوميا مع سانشيز بمثابة التزام لم يذكر المغرب لكن على الأرجح تُرك لها هامش للمناورة الكلامية لترضية جناح معين دون الإضرار بمصالح إسبانيا العليا.
واعتبر مكاوي أن الدولة الإسبانية ترى مصلحتها في تقوية العلاقات الثنائية مع المغرب، كما أنها اكتشفت مخاطر النظام الجزائري فهو في نظرهم عامل فوضى بالمنطقة وأكبر خطر يهدد الاستقرار لأن النظام الجزائري يبقى في نهاية المطاف مجرد كيان هجين.
وزاد: “من مصلحة إسبانيا العميقة ومخابراتها العسكرية أن يبقى سانشيز في قيادة الحكومة لولاية جديدة لعدة اعتبارات، فهذه الدولة الإيبيرية مقبلة على اقتصاد أوسع بسبب الملف المونديالي المشترك”، لافتاً أن التحضير لكأس العالم “سيفتح أسواقا اقتصادية جديدة، من شأنها الدفع بعجلة التنمية بهذا البلد”.
وأدى الأمين العام للحزب العمالي الاشتراكي الإسباني، بيدرو سانشيز، أمس الجمعة، اليمين كرئيس للحكومة أمام العاهل الإسباني فيليبي السادس، وذلك بعد يوم من تنصيبه من طرف مجلس النواب.
ونال سانشيز ثقة البرلمان كرئيس للحكومة، أول أمس الخميس، بعد حصوله على دعم 179 نائب، أي أكثر من الأغلبية المطلقة (176) اللازمة خلال التصويت الأول على تنصيبه.
وفي 3 أكتوبر، اقترح العاهل الإسباني فيليبي السادس، ترشيح بيدرو سانشيز لرئاسة الحكومة.